نقص المحروقات الكبير وارتفاع أجور النقل والعمال يزيد تكاليف موسم الزيتون الحالي!

رمضان إبراهيم:

ما يتعرّض له مزارعو الزيتون في محافظة طرطوس منذ بدء قطاف إنتاج هذا الموسم وعصره، في الشهر الماضي، حتى الآن، من معاناة وتكاليف كبيرة لأجور الوصول إلى حقولهم والعودة منها، وأجور اليد العاملة المرتفعة وأجور المعاصر وثمن البيدونات، كلّ ذلك يؤكد أن جهاتنا العامة ذات العلاقة لا تقوم بمبادرات وحلول وقائية، ولا تقوم أيضاً في معظم الأحيان بالمعالجات الجذرية للأسباب عند اكتشافها، وهذا ما يساهم في زيادة معاناة المنتجين وفي زيادة التكاليف عليهم، ثم في زيادة الأسعار على المستهلكين.

هذا الواقع يشكو منه جميع المزارعين خلال هذه الفترة، وسيستمرّ حتى نهاية القطاف والعصر في الشهر القادم، إذا لم تعالج أسبابه من قبل وزارة النفط.

ولا تقف المطالبة عند الوزارة، بل يُطرح السؤال عن دور لجنة المحروقات بالمحافظة ومراقبة عمل المعاصر.

إن معاناة مزارعي الزيتون هذه الأيام، فيما يتعلق بدفع نفقات كبيرة لقاء أجور النقل للوصول إلى أراضيهم هم ومن يشغلونهم من العمال لقطاف زيتونهم، والعودة إلى بيوتهم، ولنقل المحصول، يشكّل عائقاً أساسياً بسبب اعتمادهم على البنزين الحر والمازوت الحر (من السوق السوداء) بأسعار مرتفعة جداً تصل إلى ٨٠٠٠ ليرة لكل ليتر بنزين و٦٠٠٠ ليرة لكل ليتر مازوت.

ولأن هذا الشهر والنصف الأول من الشهر القادم ذروة العمل لقطاف الزيتون وعصره، وعملاً بشعار دعم الفلاح، يجب على الوزارة دعم هذه الزراعة ومن يعمل بها منعاً لحصول زيادات جديدة على أسعار الزيت بسبب زيادة التكاليف على الإنتاج.

إن من يستمع إلى أحاديث الفلاحين يستنتج أن معاناتهم ليست فقط مما ذكرناه سابقاً، بل بإقدام المعاصر على (سرقة) جزء من محصول الزيت بطرق مختلفة، والسرقة هذه لا ينجو منها أحد كما يقولون، وهذا هو الحديث المتواتر لدى المزارعين كافة!!

فضلاً عن أن المعاصر تستولي على العرجوم دون احتسابه من الأجور المرتفعة التي يتقاضونها.

والغريب في الأمر أن السلطات الإدارية والمختصة واتحاد الفلاحين لا يولون أية أهمية لهذا المرفق الحيوي والهام لدى جميع المواطنين وعلى الأخص المزارعين.

 

أخيراً

ما نتمناه ألا يصل مزارعو الزيتون إلى ما وصل إليه بعض مزارعي الحمضيات، فقاموا باقتلاع الكثير من أشجارهم وبيعها بعد أن تراكمت خسائرهم وباتت أحلامهم في العيش الكريم من إنتاجهم في مهبّ الريح. فهل ستسارع الجهات المعنية إلى تدارك تقصيرها في دعم هذا المرفق الهامّ والحيوي!؟

هذا ما نتمنّاه سريعاً.

 

العدد 1105 - 01/5/2024