بريطانيا تتوقع أزمة إنسانية على خلفية ارتفاع الأسعار

تواجه بريطانيا أزمة إنسانية وسط ارتفاع الأسعار، بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في البلاد.

ونقلت صحيفة التايمز عن ماثيو تايلور، المدير التنفيذي للجمعية التي تضم المؤسسات الصحية الحكومية أن (البلاد تواجه أزمة إنسانية. وقد يواجه العديد من الأشخاص خياراً رهيباً يتمثل في الامتناع عن الطعام لتدفئة منازلهم، أو العيش في ظروف باردة ورطبة وغير سارة للغاية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفشي الأمراض في جميع أرجاء البلاد).

يشار إلى أن هذه الجمعية عملت كمنسق في كتابة نداء إلى وزير المالية البريطاني، نديم زهاوي، من قبل أكثر من 100 رئيس مؤسسة في قطاع الرعاية الصحية. ويطالب هؤلاء الوزير باتخاذ الإجراءات لتجنب ازدحام المستشفيات، ويجب للقيام بذلك على الحكومة تقديم مساعدة إضافية للمواطنين في دفع فواتير الطاقة.

ويشير ماثيو تايلور إلى أن نظام الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، من المرجح أن يواجه أصعب شتاء على الإطلاق، مضيفاً قوله: (لقد اتخذ قادة الخدمات الصحية الوطنية بالفعل إجراءات غير مسبوقة، لأنهم يعرفون أن الفقر المدقع للوقود سيؤدي حتماً إلى زيادة كبيرة في الطلب على الخدمات التي هي بالفعل ضعيفة للغاية).

يشار إلى أن الغرب، بعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، زاد ضغط العقوبات على روسيا. وأدى اضطراب سلاسل التوريد إلى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في أوربا والولايات المتحدة.

وفي بريطانيا، أثر ارتفاع تكاليف المعيشة على ملايين الأسر. بالأمس قام بنك إنجلترا برفع سعر الفائدة الأساسي بمقدار قياسي 50 نقطة أساس منذ عام 1995، إلى 1.75٪ من 1.25٪ سنوياً. والآن بلغ المعدل أعلى مستوى له منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 حين كان 2٪. وبحسب توقعات البنك، سيدخل الاقتصاد البريطاني في حالة ركود اعتباراً من الربع الرابع من هذا العام.

ويفيد مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، بأن التضخم السنوي في البلاد سجل في نيسان (أبريل) أعلى مستوى قياسي له منذ آذار (مارس) 1982، وبلغ 9٪ مقابل 7٪ في الشهر السابق، فيما ارتفعت أسعار الاستهلاك بنسبة 2.5٪ في نيسان (أبريل) بعد ارتفاعها بنسبة 1.1٪ في آذار (مارس). وفيما كان سُجل في آذار 1982، تضخم بنسبة 9.1٪ في المملكة المتحدة، في آب (أغسطس)، وصل التضخم إلى مستوى قياسي مقداره 10.1٪.

من جهة أخرى، كشفت دراسة نشرت على موقع Citizens Advice أن ربع البريطانيين لن يتمكنوا من دفع فواتير الكهرباء في تشرين الأول (أكتوبر)، فسترفع هيئة تنظيم الطاقة البريطانية Ofgem الفواتير مرة أخرى.

ووفقاً للدراسة، لن يتمكن 24٪ من البريطانيين من دفع فواتير الكهرباء الخاصة بهم في أكتوبر من هذا العام. وفي كانون الثاني (يناير) 2023، قد يرتفع هذا الرقم إلى 34٪ ذلك أنه من المتوقع أن تصل قيمة الفواتير إلى أكثر من 4200 جنيه إسترليني.

وقالت كلير موريارتي، رئيسة منظمة Citizens Advice: (إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات، فسوف يصبح الوضع أسوأ بكثير. نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم، وإلا فإننا نخاطر بمواجهة شتاء سيدفع ملايين الناس إلى اليأس).

وتقول الدراسة إن غالبية غير القادرين على الدفع في أكتوبر يكسبون أقل من 30 ألف جنيه إسترليني سنوياً وتبلغ نسبتهم 68%، إضافة إلى 3.2 ملايين شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، و4.4 ملايين أسرة لديها أطفال.

وأجريت الدراسة في المملكة المتحدة على 6000 شخص فوق سن 18 في الفترة ما بين 27 أيار (مايو) و20 حزيران (يونيو) 2022.

وبلغ معدل التضخم في بريطانيا 10.1%، في تموز (يوليو) الماضي، وهو مستوى قياسي منذ عام 1982، بعد أن كان في الشهر السابق يبلغ 9.4% فقط، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني ONS.

ورفعت السلطات البريطانية الحد الأقصى لأسعار الكهرباء اعتباراً من 1 نيسان (أبريل) الماضي، على خلفية ارتفاع أسعار الغاز في السوق العالمية، مما أدى إلى زيادة فواتير الغاز والكهرباء في المنازل البريطانية بنسبة 54% لتسجل 1.97 ألف جنيه إسترليني في السنة، ما يعتبر مستوى قياسياً.

العدد 1107 - 22/5/2024