ما يحدث في طرطوس غير مقبول !

رمضان إبراهيم:

على المستوى الشخصي لم أتفاءل كثيراً بقدوم محافظ جديد إلى طرطوس، وخاصة بعد ان تواصلت مع بعض الأصدقاء في القنيطرة، وعلمت منهم ان مكتبه مغلق اكثر الأوقات في وجه المراجعين ورقم هاتفه غير متداول إلا مع قلة قليلة، وبالرغم من كل هذا أحببت باسم جريدة (النور) أن ألتقيه وأبارك له ما يسمى (ثقة القيادة)، ولكن بالرغم من التواصل مع السكرتيرة ثم مع نائبه ثم مع مدير مكتبه إلا أننا لم نوفّق بفرصة للقاء.

طبعاً اللقاء ليس من منطلق تمسيح الجوخ ولا من منطلق تذوق القهوة والشاي ولا من منطلق طق الحنك ولكن لنقول له إن بجعبتنا قضايا ومشاكل تتعلق بالمواطنين وقد حمّلونا أمانة إيصالها له كما كانت العادة أيام المحافظ السابق الأستاذ صفوان أبو سعدى.

المشكلة الأهم التي تؤرق المواطن الطرطوسي اليوم هي أزمة النقل فالاختناقات والازدحام على أشده ولم يسبق للمحافظة أن شهدته.

فالموظف المتوجه إلى عمله سواء من الريف إلى المنطقة أو إلى مركز المحافظة يعاني الأمرّين في الذهاب والإياب  من ساعات الانتظار الطويلة تارة وتارة من الأجور التي بات كاهله ينوء بحملها والجملة التي يكررها أصحاب سيارات النقل العام هي (ما فيه مازوت) علماً أن الكميات المستلمة لهم هي ذاتها ولكن ما فتح باب الفساد والسمسرة هو وجود ختم مع شرطي وهذا الشرطي في معظم الأحيان يقبل أن يختم أكثر من مرة مقابل ٥٠٠ أو ١٠٠٠ ليرة ومن هنا انتشرت السوق السوداء لبيع المازوت، فأصحاب بعض السرافيس وحتى الباصات الكبيرة أو البولمانات لا تغادر المنطقة بل يختم لها الشرطي على أساس المغادرة والعودة مقابل ٤٠٠٠ او ٥٠٠٠ ليرة .

وفي سياق الوقود نفسه وخاصة المازوت فهناك عدد من السيارات التي تقوم بنقل الخبز من الأفران إلى القرى لا يكفيها المازوت للقيام بنقلة واحدة أو اثنتين في الوقت المطلوب منها ثلاث او اربع نقلات.

المهم وبالعودة إلى محافظ طرطوس الجديد، فاليوم قررت زيارته مع أحد اصحاب السيارات العاملة على المازوت لنقل الخبز، وكالعادة لم يتمكن نائبه من أخذ موعد لنا ولا حتى مدير مكتبه، فكانت وجهتنا عضو المكتب التنفيذي لشؤون المحروقات.

بعد أن أوعز المذكور لمدير مكتبه بصياغة كتاب لتسهيل تعبئة سيارات إحدى الشركات الخاصة (ترانزيت) بالمازوت وبعد انتهائه من ذلك تحدثنا له عن معاناة ناقلي الخبز وبدلاً من ان يبحث الموضوع هاتفياً مع المحافظ أو مدير سادكوب أو المخابز أو حتى التموين أحالنا إلى أحد الموظفين في المحافظة.

طبعاً هذه المسخرة لم ترق لنا فقصدنا مكتب رئيس مجلس المحافظة وبعد الانتظار وضعنا الشكوى بين يديها ووعدتنا بالحل السريع.

أخيراً

في جعبتنا الكثير ولكن لا يتسع لها مقال ولا حتى صفحة في جريدة ولكن اليوم أمران ملحان في المحافظة هما:

واقع النقل

وواقع إيصال الخبز إلى مستحقيه.. أما باقي القضايا فسنحتفظ بها لحين (تكرّم) المحافظ الجديد علينا باللقاء.

 

العدد 1105 - 01/5/2024