علاماتي ليست مؤشر ذكائي

وعد حسون نصر:

في مراحل الدراسة دائماً يُنظر للطالب من خلال علاماته، ويُقيّـم على أساس هذه العلامات، متجاهلين تماماً أن هناك ميولاً ورغبات لدى هؤلاء الطلاب تجعل منهم مبدعين، فليس من الضروري إذا تفوّقت بمادة اللغة العربية أن أكون متفوّقاً بالرياضيات والفيزياء والكيمياء، وبالعكس قد أكون متفوّقاً بهذه المواد جميعها وضعيفاً باللغة العربية، لماذا دائماً وخاصةً هنا في سورية نريد أن يكون الطالب متفوّقاً بكل المواد لنهتمّ به في مدارسنا؟ ألا يوجد طلّاب لديهم مواهب يبدعون بها وإن لم يكونوا أنفسهم متفوقين!؟ من قال إن العلامة النهائية ومعدّل القبول الجامعي دليل قاطع على ذكاء الطالب!؟ هناك كثير من الطلّاب قد استخدموا وسائل الغش ونجحوا بالإعدادية والثانوية بعلامات عالية! ومن قال إن مدارس المتفوقين لا تستقطب إلاّ أصحاب الأدمغة والذكاء الخارق، مع العلم أنه وفي هذا العام دخل في مدارس المتفوقين الكثير من الطلاب الذين لم يحصلوا على الدرجة التامة وكانوا من الناجحين في فحص القبول، بالمقابل لم يتم قبول نسبة كبيرة ممّن حصلوا على نتائج تامة، إضافة إلى (الواسطة) التي لعبت دورها عند البعض!

لماذا لا نقيّم الذكاء عند طلابنا وأبنائنا من خلال ميولهم وابداعهم في مجالات معينة؟ لماذا لا نُزيل عقدة الشهادة الإعدادية والثانوية من نفوس أبنائنا وطلابنا، فالكثير من الطلاب لا يسقطون في امتحانات آخر العام بسبب الكسل أو قلّة الذكاء، فربما تكون قد سيطرت عليه حالة نفسية سيئة، خوف من عدم تجاوز الامتحان بعلامة ممتازة، خوف من الفشل، كل هذا يجعل الطالب يُصاب بإحباط وبالتالي يفشل، فإذا نظرنا إلى التفوّق والتميّز من جوانب عديدة عند الطلاب، فلسوف يبدعون، فهناك متميّز في الرياضة وآخر بالرسم وآخر بالغناء وغيرهم بالعزف وجميعهم مبدعون، فليس من الضروري أن يصبح الطالب طبيباً أو ناقداً أو محامياً أو أديباً أو مهندساً ليكون مبدعاً وذكيّاً، وليس من الضروري من تفوّق في المدرسة أن يكون متفوّقاً في الحياة، ومن قال إن الأذكياء هم أصحاب المعدّلات العالية فقط؟! أعيدوا تقييم درجات أبنائكم الطلبة وفق ميولهم لتروا الابداع الحقيقي وتنعموا بمجتمع أبناؤه أذكياء حقاً.

العدد 1107 - 22/5/2024