عطش وسوء توزيع للمياه في طرطوس!؟

رمضان إبراهيم:

يعاني اهالي ريف طرطوس خاصة والمناطق بنسبة أقل نقص مياه الشرب الكبير والعطش الشديد هذه الأيام، ما جعل الكثير منهم يطالبون بزيادة مخصصات المحافظة من الكهرباء رغم التقنين الطويل والجائر وغير المسبوق الذي يطبق عليهم.. صحيح أن هذا التقنين الطويل الذي يزيد عن 20 ساعة في اليوم خرب بيوتهم وزاد من ضجرهم ومعاناتهم.. لكن الصحيح أكثر أن المياه هي الحياة وحرمانهم منها بسبب التقنين الكهربائي الحالي يعني حرمانهم من الحياة بكل معانيها!

المناشدات التي وصلت إلى جريدة (النور) خلال هذا الشهر من أهلنا في ريف دريكيش وبانياس والقدموس البعيدين، ومن أهلنا في صافيتا وقراها والشيخ بدر وقراها، للمساعدة في تأمين المياه لمنازلهم تؤكد أنهم وصلوا إلى مرحلة من الحياة لا تطاق ولا تُحتمل، فمعاناتهم بسبب الفقر، وبسبب تراجع الإنتاج، وبسبب أزمة النقل، وبسبب قلة المحروقات، وبسبب الأمراض وعدم العلاج في المشافي الحكومية كما يجب، في كفّة، وحرمانهم من مياه الشرب والحمام والطبخ في الكفة المقابلة!!

وهنا نسأل أصحاب القرار في المحافظة والعاصمة الذين ينعمون بالكهرباء: هل يجوز أن نبقى بدون بحث هذا الواقع المر والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؟ ماهي مبادراتكم لحل هذه المأساة؟

هل عجزتم عن ربط مشاريع مياه الشرب بخطوط كهرباء ساخنة أو بطاقة بديلة لضخ المياه منها بشكل جيد للسكان، مع الإشارة إلى أن عدد المشاريع المربوطة بكهرباء دائمة هي 20 مشروعاً فقط من أصل نحو 190 مشروعاً.

ولماذا لا توضع برامج بالتنسيق بين شركة الكهرباء ومؤسسة المياه لتغذية هذه المشاريع ليلاً كل عدة أيّام، كما حصل الصيف الماضي أثناء عمليات سقاية الحمضيات؟

نعلم أنّ عمل المؤسسة صعب بسبب التقنين في الكهرباء والمازوت والمال، ولن نتحدث عن الخلل الكبير الذي يحصل في بعض القرى بسبب مراقبي الشبكات وغيرهم كما يؤكد العديد من المواطنين، ولكن بالرغم من كل الصعوبات والمعوقات هناك تقصير حكومي في مجال الكهرباء لا يجوز الاستسلام له ولا السكوت عليه ما دامت نتائج هذا التقصير قد وصلت إلى حرمان الناس من المياه بعد أن حرمتهم من الحياة المريحة والعمل والإنتاج، وبالتالي فإن الحلّ الإسعافي يتمثل حالياً بإعطاء الكهرباء لمدة ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع، لحين إيجاد الحلول الاستراتيجية التي ننتظرها جميعاً، فهل تسارع هذه الحكومة (التعبانة) إلى إيجاد مخارج وحلول أم أن حلول الأرض قد انتهت في عهدها، وبات علينا أن ننتظر حلول السماء!؟

 

العدد 1105 - 01/5/2024