إنجازات حكومة الالتصاق بالواقع الرقمية

حسين حسين:

… وكانت تصريحات الحكومة الحالية والحكومات السابقة وما سيأتي بعدها من حكومات تتحدث عن:

التنمية المستدامة.. التحول الرقمي.. الحكومة الإلكترونية.. خدمات الدفع الإلكتروني.. التوسع بمراكز خدمة المواطن بما يختصر الوقت والجهد.

اتخاذ الإجراءات القانونية والتشدد في ضبط مقدمي الخدمات والفعاليات التي تقوم برفع الأسعار.. برنامج فوترة لضمان حقوق البائع والمستهلك ورصد حركة المبيعات الحقيقية. المتابعة اليومية للمشاريع قيد التنفيذ وتذليل العقبات ورفع مستوى الأداء والخدمات. محاسبة المقصرين ورفع سوية العمل والانتاج.

العويل المستمر لما تتكلفه الحكومة من دعم، وإعادة حرفه وتوجيهه إلى زواريب صندوق النقد الدولي.

وكانت نتيجة هذا الالتصاق المستمر بالواقع:

ابتكار طريقة الإذلال والنهب الحديثة (البطاقة الذكية).

خمسون لتر مازوت لكل عائلة.

طوابير من كل الموديلات والتشكيلات على الرز والسكر والخبز والغاز وشحّ في موارد الطاقة.

انقطاعات للتيار الكهربائي وعلى فترات طويلة، حتى صارت الكهرباء من المنسيات.

انقطاعات في الأدوية، وارتفاع أسعارها حتى غدا المواطن عاجزاً عن شراء ظرف سيتامول.

تشرّد داخلي وعابر للحدود وشعبٌ زاحف على خط الفقر وتحته.

حيتان مال وأثرياء حرب.. لصوص وقوادون ينظّرون بالوطنية من فنادق الخمس نجوم.

إعلامُ إنجازاتٍ وقص شرائط تدشين لمطبّات صناعية على الطرق المحفرة وبيانات تنديد وشجب.

ترفيق وترسيم بري وبحري وجوي..

بيروقراطية ورشوة واستغلال للمنصب العام، وسيطرة على الدولة من قبل أصحاب المصالح الخاصة.

تدمير ممنهج للقطاع العام وعبودية في القطاع الخاص.

تضخم نقدي ومضاربات مالية وارتفاعات جنونية للأسعار وانخفاضات في مداخيل المواطنين وانهيار اقتصادي.

وأخيراً تصدّرنا المرتبة الثانية على مستوى العالم وفق مؤشرات الفساد.

والحقيقة أن إنجازاتٍ كهذه لا تقدر أن تحققها إلا حكومات ملتصقة أشد الالتصاق بظهر المواطن، على أن تكون رقمية ومن غير كهرباء كذلك في مراكز خدماتها!