الحزب يحتفل مع صنّاع النور.. (النور) تحتفل بالذكرى العشرين لإعادة إصدارها

خريط: كانت ومازالت تعبّر عن نبض الناس

دمشق_ (النور)_ خاص:

بلقاءٍ حميميّ (متواضع عدداً وكبير معنىً ومشاعر)، احتفلت (النور) بالذكرى العشرين لإعادة إصدارها، في المكتب المركزي للحزب الشيوعي السوري الموحد بدمشق، يوم السبت 12/6/2021، حضره الرفاق أعضاء المكتب السياسي، ورئيس اللجنة المركزية، وممثلو الحزب في الحكومة ومجلس الشعب، ورئيسة رابطة النساء، ورئيس اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، وأمناء اللجان المنطقية للحزب في دمشق وريف دمشق والقنيطرة.

افتُتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت تكريماً للشهداء: شهداء جريدة (النور)، وشهداء الحزب والوطن.

ثم ألقى الرفيق نجم خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري) كلمة في الحفل هذا نصّها:

الرفاق الأعزاء!

باسمكم جميعاً وباسم قيادة وأعضاء وأصدقاء حزبنا، الحزب الشيوعي السوري الموحد، اسمحوا لي أن أتقدم بأطيب التهاني لكم، ولحزبنا، ولجميع قراء جريدة (النور)، بمناسبة مرور عشرين عاماً على عودة صدورها، بعد توقف قسري دام أكثر من أربعين سنة.

وإذا كان صدور (النور) في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي حدثاً سياسياً هاماً، فإن عودتها للصدور واستمرار صدورها إلى يومنا هذا، رغم صعوبة الظروف وقساوة الأيام، هو مأثرة نضالية وسياسية نعتزّ ونفتخر بها.

وإذا كانت الظروف الصعبة التي نعيش فيها قد حالت دون إقامة احتفال كبير في قاعة كبيرة تناسب هذه الذكرى العزيزة، وتليق بهذه المناسبة الغالية، فإنها لم تستطع منعنا من هذا اللقاء الحميمي المتواضع عدداً والكبير معنىً ومشاعرَ.. فعقد هذا اللقاء هنا في هذا المكان الذي ولدت فيه (النور)، والوقوف إلى جانب صورة أول رئيس تحرير لـ(النور)، وأول شهيد في سبيل النور والتنوير: الرفيق فرج الله الحلو، هو حدث له معانٍ سياسية ونضالية عديدة وكبيرة، تتلخص في استمرار السير على الطريق الذي بدأه الرواد الأوائل، طريق النضال في سبيل حماية الوطن وحرية المواطن وكرامته، ومصالح الجماهير الكادحة.

   

 

إذاً، يحقّ لنا أن نحتفل، ويليق بـ(النور) أن تتباهى وتفتخر، فقد كانت ومازالت صوتاً جريئاً في الدفاع عن الوطن، وفي سبيل مطالب أبناء الوطن، لم تفقد البوصلة ولم تضيّع الطريق رغم عتمة الظلمة وضباب التقلبات اليومية، والتبدلات السريعة والانهيارات الكبيرة، والحروب الطاحنة.. وقفت في وجه جميع المصاعب، وصمدت- بإمكاناتها المتواضعة- أمام جميع الاختبارات الصعبة في زمن لا يرحم، وعالم تسيطر عليه ماكينات إعلامية ضخمة، ووسائل اتصالات، وضخ معلومات مذهل، تموّلها شركات احتكارية – إمبريالية.. صمدت (النور) لأنها كانت ومازالت تعبّر عن نبض الناس، تعبّر عن مطالب العمال والفلاحين والكادحين، عبر صفحات تكحّلت بمداد أقلام الشرفاء والمناضلين، من فلاسفة ومفكرين، كتاب وأدباء، شباب ونساء.. لأنها جزء من تاريخ هذا البلد، وستكون أحد المراجع الرئيسية لكل مؤرخ للحركة السياسية، ولكل باحث وكاتب لتاريخ سورية الحديث.

وبهذه المناسبة، نقف وقفة إجلال وتقدير للرواد الذين أوقدوا جذوة (النور) الأولى، لتكون، في ذلك الوقت، أول صحيفة علنية باسم حزب شيوعي في العالم العربي.

والشكر موصول للرفاق الذين أعادوا إشعال هذه الشعلة بعد أكثر من أربعين سنة من الإخماد القسري الذي قام به صنّاع الظلام، في سعيهم المحموم لقتلها- كما قتلوا رئيس تحريرها- لعلّ الناس ينسونها، ولكن (النور) بقيت وهم ذهبوا، فالنور بطبيعته أقوى من الظلام ومن صنّاع الظلام.

والشكر كل الشكر للذين مدّوا، ومازالوا يمدّون بتعبهم، ويغذّون بعرقهم فتيل سراجها، لتبقى مشعّة منيرة، تنشر حزم الضوء من خلال النضال المستمر في سبيل (وطن حرّ وشعب سعيد).

تحية إكبار وإجلال لشهداء النور، وللرفاق الذين غادرونا وبقيت قلوبهم وأقلامهم معلقة بـ(النور).

والتحية لكل من عمل وساهم وساعد في استمرار صدور هذه الصحيفة (المنبر) الوطني والطبقي، صوت المناضلين من أجل العدالة الاجتماعية والتقدم والاشتراكية.. وإننا على ثقة بأن (النور) باقية ما دام في الدنيا نور.. وستستمر وتتطور بما يواكب مستلزمات العصر، والأهم أنها ستظل أمينة للقيم والمثل السامية التي ولدت من أجلها: قيم الدفاع عن الوطن وأبناء الوطن، قيم الحرية والديمقراطية والإنسانية.

وستكون قوية جديرة بملاقاة المستقبل، وما سيحمل إلينا من تحديات ومفاجآت.

الشكر لكم، لحضوركم..

وكل عام وأنتم بألف خير.

 

المنيّر: بروح العطاء والتضحية.. (النور) ستبقى وتتطور

وألقى الرفيق بشار المنيّر (عضو المكتب السياسي، رئيس تحرير جريدة النور) كلمةً تطرّق فيها إلى روح العطاء والتضحية التي ميّزت العاملين في (النور)، وميّزت كثيرين ممن دعموا إعادة إصدارها وكتبوا ونشروا فيها، سواء كانوا شيوعيين أم غير شيوعيين، مستذكراً بصفة خاصة الرفيقين الشهيدين (د. إبراهيم قندور، وأحمد عليوي)، مؤكّداً تميّز (النور)، رغم ضعف الإمكانات، وألمح إلى شهادة مجلس الإعلام بتميّزها، وكثيرين من متابعيها، مشيراً إلى بعض الصعوبات التي تحمّلتها ويتحمّلها العاملون فيها.

وأكد أخيراً أن (النور) ستستمر، وستبقى وتتطور، بجهود العاملين فيها، وبدعم ومواكبة من قيادة الحزب، ومن كل من تعزّ عليهم قضايا الوطن والشعب.

 

تكريم

وبهذه المناسبة، جرى تكريم عدد من العاملين في الجريدة (حالياً أو سابقاً)، وقد سلّم الرفيق علم الدين أبو عاصي (رئيس اللجنة المركزية) المكرّمين شهادات تقدير.

العدد 1105 - 01/5/2024