الحاكورة تستعيد ألقها في السويداء

السويداء – معين حمد العماطوري:

بعد تزايد الضغط الاقتصادي وارتفاع تكاليف الحياة اليومية والمعيشية، وضعف القوة الشرائية، وانخفاض قيمة الليرة السورية إلى درجة بات المواطن يحلم كل نصف عام بوجبة دسمة على مائدته، فقد استعادت الحاكورة أو الحديقة المنزلية في السويداء داخل المدينة وفي الأرياف ألقها ووجودها من جديد، وقد بات المالك لحاكورة مساحتها لا تتجاوز 40 متراً مربعاً يحقق الاكتفاء الذاتي من الخضار، ويضمن تأمين الحد الطبيعي للأمن الغذائي المحلي، مع تشكيل دخل إضافي له من بيع الخضار، إضافة إلى التغلّب على الجوع والفقر للأسر ذات الدخل المحدود، جاء ذلك بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الخضار والفواكه في مواسمها والأهم في المحافظة التي تنتجها، وربما تحمل في ذلك الإجراء العديد من التساؤلات.

(النور) التي أجرت استطلاعاً للرأي بيّن أن النسبة العظمى من أبناء الريف الذين يعملون في وظائف حكومية، يعملون خارج دوامهم الرسمي في الزراعة، ومن يملك قطعة أرض محاذية لمنزله، مهما بلغت مساحتها، يحاول استثمارها بالزراعات الإنتاجية التي من شأنها توفير المواد اليومية البيتية.

فقد أوضح (ج. ش) أنه يعمل في أحد القطاعات العامة وراتبه لا يكفي لأيام قليلة من الأسبوع الأول للشهر، وهو يسعى للعمل بأعمال حرة لتأمين العيش الكريم، رغم أنه يسكن في منزله وزوجته تعمل ضمن القطاع العام أيضاً وهما من الفئة الاولى بالوظيفة، ولأنه يملك حاكورة أو حديقة منزلية لا تتجاوز مساحتها 50 متراً فإنه يقوم باستثمارها فتؤمّن له دخلاً مادياً إضافياً للاكتفاء الذاتي.

وفي إجراء سابق قامت مصلحة الاقتصاد في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بالسويداء بدراسة علمية توصلت إلى أن كل حديقة مساحتها 40 متراً مربعاً يمكن أن تنتج يومياً بين 3 إلى 4 كيلو خضار، الأمر الذي يكفي الأسرة المؤلفة من خمسة اشخاص لتامين قوتهم اليومي.

و(النور) تسأل: إذا كانت الجهات المعنية غير قادرة على السيطرة على أسعار السوق المحلية، فلماذا لا تشجع استخدام الحيازات الصغيرة واستثمارها، كحلٍّ إسعافي؟

العدد 1104 - 24/4/2024