التنسيق الأمريكي- التركي.. توطين جديد للإرهاب في سورية

ثماني سنوات ونيف صمد الشعب السوري وجيشه الوطني في مواجهة غزو الإرهابيين، الذين ساندتهم الولايات المتحدة وتحالف دولي_ خليجي_ تركي، فاتحين لهم ترسانتهم العسكرية وخزائن ملياراتهم، لإركاع سورية وشعبها، تنفيذاً لمخطط قديم_ جديد للهيمنة على الشرق الأوسط، وتسليمه بعد ذلك للدركي الصهيوني.

ورغم المآسي والحصار والمجازر الكبرى التي ارتكبها الإرهابيون، كان شعار السوريين: (لا للإرهاب.. سورية لن تركع)، وكان الصمود الأسطوري للشعب السوري ووقوفه خلف جيشه الوطني، ومساندة الحليف الروسي، الأثر الأكبر في استعادة معظم الأرض السورية، وكسر شوكة الإرهاب في المنطقة، وفتح الآفاق لجهود التسوية السياسية للأزمة السورية، على قاعدة مكافحة الإرهاب، والحفاظ على سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً.

الأمريكيون وحلفاؤهم لجؤوا، بعد إنجازات الجيش السوري، إلى العدوان المباشر على سورية، فأُرسلت القوات العسكرية الأمريكية والأوربية، وأقيمت القواعد واحتلت قوات أردوغان عفرين، وصنعت معارضات جديدة (معتدلة) بعد مسرحية تغيير الأسماء وتعديل الشعارات، وكان الهدف إحياء مشروع تقسيم سورية، ومزيداً من المكتسبات في أي تسوية قادمة.

ما يجري اليوم من تنسيق أمريكي- تركي حول (مناطق آمنة) على الشريط الحدودي خاضعة للنفوذ التركي، وتغذية أوهام بعض زعماء الفصائل الكردية، يدخل في هذا السياق الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب في سورية، وعرقلة جميع الجهود والمساعي السلمية لحل الأزمة، وتوطين جديد للإرهابيين على الأرض السورية.

الشعب السوري بذل كلّ غالٍ لديه لا لكي يخضع في النهاية لإرادة الأمريكيين وحلفائهم، وهو لن يقبل إلا بسورية الخالية من الإرهابيين، سورية السيدة الواحدة أرضاً وشعباً، كما نصت عليه جميع التفاهمات الدولية وبضمنها القرار 2254، وينتظر اليوم من أي جهد سلمي دولي التأكيد على ذلك، وخاصة لقاءات (أستانا) القادمة.

صحيح أن شعبنا ساند المساعي السلمية لحل أزمة بلاده، لكنه في الوقت ذاته تمسك بسيادة سورية ووحدة مكوناتها، فإذا كان أي مسعى سلمي يتنكر لهذه السيادة فهو يصب الماء في طاحونة الإرهابيين وحلفائهم، وهاذ ما يرفضه كل سوري وطني.

المواطنين السوريون يدركون تماماً أن ضمانتهم لتحقيق طموحاتهم، إلى وطن سيد.. موحد.. متعافٍ، هو جيشهم الوطني، جيش أبنائهم الذي ضحى بآلاف الشهداء كي لا يبقى إرهابي واحد فوق أرض سورية، وهم كانوا، ومازالوا يساندون جيشهم، من أجل وضع نقطة النهاية لأزمة بلادهم، ويتطلعون بعد ذلك إلى غدهم الديمقراطي.. العلماني.

نسِّقوا ما شئتم، فلن تنتصر في النهاية إلا إرادة الشعب السوري.

العدد 1104 - 24/4/2024