تفاؤل ببدء العملية السياسية.. وتحرك مشبوه

التصريحات العلنية، والتسريبات، حول الجهود المبذولة لتذليل العقبات المعيقة لبدء عمل اللجنة الدستورية، تشير إلى نجاح هذه الجهود، بعد التحرك الروسي وجولات بيدرسون ومحطته الأهم في دمشق.

لقد سمع بيدرسون مرة أخرى تأكيد الحكومة السورية أن الدستور السوري مسألة تخص السوريين، وهذا ما أقرته جميع التفاهمات والقرارات الدولية، وبخاصة القرار 2254، وأن عمل اللجنة الدستورية ينبغي أن يجري في إطار تلبية طموحات الشعب السوري ودون تدخل خارجي.

لن نستبق الأحداث حول عمل هذه اللجنة، لكننا نؤكد أن نجاحها مرتبط بتحقيق حزمة من الممهدات على الأرض، يأتي على رأسها وقف التصعيد الأمريكي عسكرياً واقتصادياً، والكفّ عن اختراع المزيد من المعارضات (المعتدلة) من بقايا المنظمات الإرهابية التي ارتكبت المجازر بالأمس في جميع المناطق السورية، وتسعى اليوم في إدلب، بمساندة تركية، إلى مزيد من سفك الدم السوري، وإنشاء مناطق نفوذ تحت مسمى (المناطق الآمنة).

ونجاح اللجنة مرتبط أيضاً باستعادة عفرين وخروج القوات التركية، واستعادة سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً.

وهذا ما يتناقض اليوم مع تحرك جديد مشبوه عبّر عنه تدعيم الوجود الأمريكي والبريطاني والفرنسي على الأرض السورية، إضافة إلى تحركات تركية باتجاه نيل الموافقة الأمريكية على إنشاء (المنطقة الآمنة) على الحدود التركية السورية، خاضعة للنفوذ التركي.

الشعب السوري الصامد دفاعاً عن سيادة بلاده، والذي وقف مسانداً لجيشه الوطني في مواجهة الغزو الإرهابي، يطمح اليوم إلى بدء العملية السياسية ووضع القواعد الدستورية والتشريعية لسورية المنتصرة على الإرهاب وداعميه، سورية الديمقراطية.. العلمانية التي تضمّ مكوناتها الاجتماعية والإثنية على قدم المساواة، لكن شعبنا يدرك أيضاً أن النجاح في تحقيق هذه الطموحات يحتاج إلى مزيد من الصمود والتضحيات، فما تزال عصابات الإرهابيين ترتكب المجازر في أرياف حماة وإدلب، ومازالت الأوهام تواكب خيالات البعض بإنشاء كيانات، ومازالت قوات أردوغان تحتل عفرين.

متفائلون بنجاح الحلول السلمية، ومتفائلون بقرب الخلاص من غزو الإرهابيين وجميع تداعياته، وسوريتنا ستبدو جميلة أكثر.. قريباً.

العدد 1104 - 24/4/2024