بيان الشيوعي السوري الموحد بمناسبة عيد العمال العالمي

الشيوعي السوري الموحد:

عاش الأول من أيار رمزاً لوحدة الطبقة العاملة

تردي أوضاع الجماهير لم يعد مقبولاً

المطلوب إجراءات جدية لمكافحة الفساد

الدفاع عن مكتسبات الطبقة العاملة وتوسيعها

 

أصدر الحزب الشيوعي السوري الموح بياناً بتاريخ 1/5/2019 بمناسبة عيد العمال العالمي هذا نصه:

يا عمّال سورية

يا أبناء الشعب السوري

من عامٍ إلى آخر، يلتفّ أحرار الدنيا حول الشعار المضيء والخالد: (يا عمال العالم اتّحدوا!)، وهذا الشعار لا يخصّ أحزاباً بعينها أو دولاً بذاتها، بل كلّ العاملين بعرق جبينهم وكدّ يمينهم في أنحاء العالم. وقد أخذت الطبقة العاملة تعي وجودها الطبقي الإنساني والوطني، وتتقدّم راياتُها كلَّ الصفوف في مجرى الكفاح الطبقي ضدّ الاستغلال الرأسمالي لعمال البلدان الرأسمالية وبلدان العالم قاطبةً، وضدّ التغوّل الإمبريالي الوحشي، وقد اندمجت بشكل طبيعي وموضوعي أهداف الطبقة العاملة في بلدان العالم الثالث، مع أهدافها التحرّرية والقومية، وكانت الطبقة العاملة في طليعة من تصدّى للاحتلال الأجنبي لبلدانها، وكان لأحزابها السياسية الريادة في كشفها لآليات الاستغلال والنهب الامبريالي لثروات بلادها، فكان ذلك هو العامل الحاسم في إجبار الرأسماليين على تقديم التنازلات لعمّالهم من أجل إثبات أفضلية الرأسمالية على الاشتراكية، ولتفريغ النضالات الطبقية من محتواها الثوري. وتُظهر الإحصاءات أن أعداد العمال الذين ينخرطون في المظاهرات الاحتجاجية ضد الرأسمالية هم في ازدياد مستمرّ. ورغم النكسات التي أصابت عدداً من الدول الاشتراكية في العقود الأخيرة، فقد تمكّنت الاشتراكية من الحفاظ على ألقها، ويرى العالم أن أزمة الرأسمالية العالمية تزداد اقتصادياً وسياسياً.

إن لجوء البلدان الرأسمالية الرئيسية إلى خرق القوانين الدولية واتباع أساليب البلطجة في علاقاتها الخارجية، ووضع العالم على حافة الهاوية، هو دليلٌ واضح على أزمتها. إن قمع الدول التي تستعمل حقّها في اتخاذ قرارها الوطني المستقلّ، بالقوّة الغاشمة، كما حدث في الحرب العدوانية الوحشية ضد بلادنا سورية، لهو مثالٌ واضح على التأزّم الذي أصاب بنيتها الأساسية، ولن ينفع في حلّ أزمتها لجوءُها إلى القوة، ما دامت ستصطدم بصمود الشعب ومقاومته، وعلى الأخصّ العمال وكلّ العاملين بأجر، ومعهم الفلاحون والمثقفون.

 

أيها الإخوة والرفاق العمال:

تمرّ ذكرى 1 أيار هذا العام وأنتم تعانون من أزمة اقتصادية واجتماعية يرجع سببها الرئيسي إلى الحصار الاقتصادي والعقوبات التي تفرضها على بلادنا الولاياتُ المتحدة الأمريكية وأذنابها في المنطقة، يضاف إلى ذلك النهبُ الذي تمارسه فئاتٌ اغتنت على حساب الشعب وراكمت الثروات من مداخيل غير مشروعة، أو من مداخيل تم تحقيقها نتيجة ارتباط هذه الفئات بمواقع مسؤولة في الدولة.

إن التساهل الحكومي إزاء التردّي في أوضاع الجماهير لم يعد مقبولاً، إذ لم تتّخذ هذه الحكومة حتى الآن أيّ تدبيرٍ جدّي لمكافحة الغلاء والفساد.

إن تنظيمكم النقابي هو قوة لها تاريخ معتبر مؤثّر في الحياة السورية، ولكنّه يخضع لضغوطٍ تُعيقه عن أداء دوره في مكافحة البرجوازية البيروقراطية، وتحقيق المزيد من الإشراف على سير العمل في الدولة والقطاع العام. إن ممارسة الحريات النقابية من شأنها أن تولِّد حالةً من الحراك النقابي الذي يساعد الحركة النقابية على تشديد نضالها من أجل حقوقها ومطالبها ورفع الوصاية عنها.

فلنُعزِّز وحدة الطبقة العاملة السورية ولنقاوم أيَّ محاولة لتقسيمها.

مزيداً من النضال من أجل إنقاذ الاقتصاد الوطني من براثن المهرّبين والفاسدين والبرجوازيين الجدد.

صفاً واحداً لإسقاط المخطَّط الإمبريالي ضد وطننا الغالي سورية.

عاش الأول من أيّار رمزاً لوحدتنا

عاشت الطبقة العاملة السورية

دمشق 1/5/2019

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1104 - 24/4/2024