في 6 أيار كانت البداية: درب الشهادة.. سار عليه ألوف السوريين

حين ارتجفت أمراس المشانق التي علّق عليها الاستعمار العثماني أجساد المناضلين من أجل تحرير البلاد من الظلمة والانغلاق.. والنهب التركي، أدرك العالم بأسره أن سورية لن تكون بعد ذلك اليوم لقمة سائغة لأي طامع أو مستعمر، وأن السوريين يدخرون دماءهم كما الوفاء حباً لبلادهم.. ودفاعاً عن كرامتهم.

درب الشهادة دفاعاً عن سورية وشعبها، سار عليه الآلاف بعد ذلك، والاستعمار الفرنسي ذاق نيرانهم.. ورحل بعد أن عانقت أعلام سورية الاستقلال شواهد أضرحة شهداء الحرية والاستقلال، والكيان الصهيوني لمس تضحياتهم وبذلهم لمقاومة عدوانه ومخططاته التوسعية، أما الإمبريالية الأمريكية والتحالف الدولي المعادي لسورية فقد لملموا خرائطهم.. وقادة منظماتهم الإرهابية.. الفاشية، بعد أن استعاد جيش السوريين الوطني معظم الأراضي السورية من سيطرة المجموعات الإرهابية، التي اندفعت إلى سورية في أشرس غزو فاشي إقصائي عرفته البشرية في تاريخها الحديث، وبعد أن روى عشرات الألوف من أبناء شعبنا وجيشنا تراب بلادهم من دمائهم الزكية الظاهرة.

إنه قدر السوريين، فسماء بلادهم وأراضيها ومياهها يسيل لها لعاب وحوش العصر الحديث، ورثة حقبة الاستعمار التي أرهقت البشرية في الماضي، ويسعى هؤلاء الورثة إلى استعبادها اليوم.

سورية غدت اليوم أرض الشهداء، ولكنها أيضاً غدت المدافع الأبرز لا عن شعبها فحسب، بل عن شعوب الأرض في مواجهتهم للإرهاب الأسود.. الذي يغتال تطلّعات الناس إلى الديمقراطية والعدل.. والمساواة.. والعلمانية.. والتقدم.

وتقتضي الأمانة والمسؤولية الوطنية من الجميع، وبخاصة الجهات الحكومية أن تولي ذوي شهدائنا.. وجرحانا، المقام الأول من اهتمامها، وأن تضع البرامج الخاصة لضمان عيشهم الكريم.

المجد لأرواح شهداء سورية في ملاحمها الوطنية الخالدة.

السوريون لن ينسوا تضحيات شهدائهم.

العدد 1102 - 03/4/2024