أعمل من أجل ذاتي

وعد حسون نصر: 

حين أعمل فلأجل ذاتي هو ذا هدفي وغايتي، فلطالما رأيت أنه حقي، ومن حق أية امرأة مهما كان تحصيلها العلمي العمل لأنه استقلال لها من الجانب المادي. الكثيرون في مجتمعاتنا يرون في عمل المرأة نوعاً من الرفاهية لا أكثر، من أجل اللباس والتبرّج والخروج لساعات طويلة من المنزل، لكن هذا مفهوم خاطئ، فلو نظرنا إلى نساء الريف لرأيناهن في عمل مستمر وشّاق، فهن يعملن في الأرض وفي رعاية المواشي، إضافة إلى جني المحصول وبيعه في المدينة، وهذا يأخذ منهن ساعات طويلة خارج المنزل الذي يعدن إليه وهنّ في غاية التعب، لتبدأ مهامهن الأزلية من رعاية الأطفال والطبخ والكنس والتنظيف، ليكون مجموع عملهن من أجل كسب مردود مادي لسدّ الرمق وتسيير أمور المنزل وليس للترفيه، كذلك الكثير من الفتيات والنساء اللواتي حصلن على شهادات عالية في الدارسة، وبالتالي يكون العمل في مجال دراستهن حقاً طبيعياً من أجل إثبات الذات والجدارة. وكم من نساء أثبتن قدراتهن في أعمال كانت حكراً على الرجال فقط، وأثبتن أنهن قادرات على القيادة والتحكّم بزمام الأمور وإيجاد الحلول المناسبة، ولا يختلفن بشيء عن أي رجل تعلّم ونال شهادة وتبوّأ منصباً أو مركزاً وأثبت به جدارته.

وأنا أرى العمل حقاً يمنحني استقلالي المادي وإثبات ذاتي، خاصةً أني تعلمت ونلت شهادة جامعية، ولي كل الحق أن أعمل بشهادتي وضمن تخصصي العلمي، وبالتالي أنا لا أقلُّ عن الرجل بشيء.. وبعد ذلك لا ضرر إن ترفّهت قليلاً من جنى عملي، فالعمل بالنهاية هو للاستقلال المادي، وبالتالي من حق المرأة أن تظهر بمظهر جميل وإن كان بنظر الغير رفاهية.

العدد 1104 - 24/4/2024