ثلاثي العدوان على سورية يهدِّد.. وسورية تردّ: لا تراهنوا على صمود الشعب السوري

استمراراً لسلوكها العدواني تجاه سورية وشعبها، وجّهت دول العدوان الثلاث (الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا)، تهديداً لسورية، محذِّرةً من استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية في مواجهته مع بقايا الإرهابيين على الأرض السورية، دون أن تسأل هذه الدول نفسها: لماذا تستخدم القوات المسلحة السورية هذه الأسلحة، على افتراض امتلاكها لها، وهي تسيطر على معظم الأرض السورية، وتحاصر البؤر المتبقية تحت سيطرة الإرهابيين، وتوشك على وضع نقطة النهاية لوجودهم على التراب السوري؟!

المسألة هنا لا تتعلق بالأسلحة الكيميائية، حسب اعتقادنا، بل تتعداها إلى تحذير سورية من المضيّ في إزالة جميع العراقيل التي تمنعها من استعادة وحدتها أرضاً وشعباً، وإبقاء الدولة السورية تحت الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي، بهدف استنزافها عسكريا واقتصادياً، وعرقلة الجهود السلمية الدولية لحل الأزمة السورية على الأسس التي تضمن سيادتها.. ووحدتها، وحقوق شعبها السياسية والاجتماعية.

ثلاثي العدوان على سورية يسعى اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى سدّ الآفاق التي لاحت بعد إنجازات الجيش السوري، وحلفاء سورية، باستعادة أغلبية المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، ويدفع باتجاه تقسيم سورية وفق سيناريوهات تحظى بتأييد أردوغان وحلفاء الأمريكيين في المنطقة.

في المقابل، أكدت سورية أن حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا هي التي شجعت التنظيمات الإرهابية على استخدام المواد الكيميائية السامة، في خان شيخون ودوما وحلب وقرية الرصيف شمال مدينة حماة، مشدّدة على أن البيانات التي تصدر عن هذه الأنظمة هدفها التغطية على جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية المقبلة التي تخطط لها هذه الدوائر الإجرامية.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في رد على التهديدات (الثلاثية):

(إن الأسلحة والأموال الطائلة التي قدمتها هذه الدول للمجموعات الإرهابية، بما في ذلك ملايين الدولارات التي قدمتها مؤخراً إلى ما تسمى منظمة (الخوذ البيضاء)، الذراع الأساسي لكل جرائم (جبهة النصرة) الإرهابي، هي أكبر دليل على الكذب الفاضح الذي تمارسه هذه الدول ووزراء خارجيتها.

وختمت الخارجية السورية: تكرر سورية إدانتها للاعتداءات والتهديدات الأمريكية والفرنسية والبريطانية وسياساتها الساعية للنيل من الأهداف التي أنشئت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحقيقها، وتسخيرها لمصالحها الدنيئة، من خلال مزاعم باطلة أثبتت التجربة أنها تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتنذر بالقضاء على النظام الدولي الذي أنشأته الدول بعد الحرب العالمية الثانية لإنقاذ الأجيال من جحيم الحروب وتدمير منجزات الشعوب).

وحسب اعتقادنا، فإن تهديدات التحالف العدواني ضد سورية وشعبها ستستمر، وربما يصعّدون أكثر باتجاه العدوان على سورية، بهدف تحقيق ما عجزت عن إنجازه المجموعات الإرهابية. إنهم يراهنون على قدرة الشعب السوري وجيشه الوطني على الاستمرار في مواجهة جميع العراقيل التي تمنع استعادة سورية لوحدتها.. وسيادتها.. وحريتها، ودورها الوطني في مقاومة الأطماع الصهيونية، واستعادة أراضيها المحتلة وفي مقدمتها الجولان السوري. لذلك نرى أن تعزيز صمود الشعب السوري يمثل اليوم الاستحقاق الأبرز أمام الحكومة السورية، وهذا ما يتطلب الاهتمام الجدّي بمعالجة المعاناة المعيشية لجماهير الشعب السوري، والابتعاد عن كل ما من شأنه فسح المجال أمام مستغلي هذه المعاناة للنيل من صمود سورية.

في الماضي لم ترهب السوريين تهديدات الأمريكيين.. والغرب.. ولا اعتداءاتهم، واليوم يقف السوريون مدافعين عن حرية بلادهم.. وسيادتها ووحدتها، وغدها الديمقراطي.. العلماني.

 

العدد 1104 - 24/4/2024