لوحات من الأصالة والتراث والطرب… أمسية موسيقية غنائية لعائلة الفنان يوسف الجادر

“النور” –  مادلين جليس:

أن تنتمي إلى مدينة فنّية مميزة هو أمرٌ جميل حقاً، ولكن أن تنتمي لأسرة فنية مبدعة فهو مدعاة للفخر والفرح في الوقت نفسه، ففي هذه الأسرة حين يعزف الأب ترتل الأم ألحانها، فيردّ عليها الولد بموسيقا تُطرب أخته التي تنشد أجمل وأعذب الأنغام. هذا ما يستطيع أن يقوله من كان حاضراً في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، الذي يحتضن وبرعاية من وزارة الثقافة مشروع مدى الثقافي بعنوان بقعة ضوء 4 (الأسرة السورية النموذج الأجمل). فقد استضاف البرنامج عائلة الفنان يوسف الجادر التي استطاعت بكل ود ودفء أن تنقلنا إلى عالم من النغم العذب يطرب الأسماع والأرواح معاً.

أما البداية، فليست ككل البدايات، ففيها من اللحن الأصيل ما جعل الجمهور يطرب بها، وكيف وإن كانت لوحة فنية بألوان الموسيقا الرائعة لمجدّد الموسيقا الكبير (السيد درويش)، إذ قدمت المجموعة بكل براعة موشّح (منيتي عزّ اصطباري)، مستهلّةً الموشّح بعزفٍ ليعقوب الجادر على مقام النهاوند، ترافقه بعد ذلك شغف، بأغنية بياعة الزنبق، لإياد الريماوي. وبعد البداية حكاية أخرى، حكاية شمس الصباح التي ترتسم على وجه الفجر، حكاية ترويها فيروز، ونضيع بها جميعاً، ولكن هذه المرة كانت الحكاية باقة من أغنيات فيروز (أنت  أنا- عم يسألونا كيف- يا حنيّنة) غنّتها الأم (وائلة رمضان) بصوت عذب،يرافقه يوسف الجادر على العود.

أمّا الابن فقد أتمّ ما دأه والده، إذ قدم يعقوب مقطوعة موسيقية (سماعي حجاز كار كردي لطاطيوس أفندي)، وكما كانت الأصالة الموسيقية حاضرة، فقد حضر التراث أيضاً،وذلك من خلال مجموعة الأغنيات التراثية التي قدّمتها الأسرة من تراث الجزيرة.

ولا يكتمل حفل ولا أمسية إلا بوجود الأخوين رحباني اللذين حضرا في أغنية فيروز (أنا لحبيبي) التي غنتها شغف، بمرافقة القانون مع يعقوب، ثمّ غنت المجموعة الأغنية العراقية المشهورة (لا خبر) ل فاضل عواد.

أما الختام فقد كان تحية وفاء، فقد اختتمت الأسرة الأمسية بأغنية (النوب النوب)، من تراث جرابلس، مهدية هذه الأغنية لروح الموسيقي الشاب الراحل مؤخراً إياد عثمان، عازف البزق الذي اختطفته يد الموت قبل أن يُتمّ كثيراً من الألحان التي بدأها، والتي أشار إليها قائد الفرقة الفنان يوسف الجادر في نهاية الحفل، تخليداً لذكرى الراحل الشاب.

العدد 1105 - 01/5/2024