وزير الخارجية اللبناني يدعو لعودة سورية إلى الجامعة العربية

لافروف: تنفيذ ما توصلت إليه القمة الرباعية حول سورية في أسرع وقت ممكن

دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب، يوم الجمعة 18/1/،2019 تمهيداً للقمة الاقتصادية، إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وقال باسيل في كلمته:(سورية هي الفجوة الأكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل أن نشعر بخفّة وجودها. سورية يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا).

وشدد باسيل على أن سورية يجب أن تكون في (حضننا) بدلاً من رميها في أحضان الإرهاب، (سورية يجب أن تكون بيننا بدل من أن نرميها في أحضان الارهاب، دون أن ننتظر إذناً أو سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على أنفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمر خارجي وبإعادتها بإذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقاً إلى الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال).

وشكر الوزير كلّ دولة حضرت على أي مستوى، بالرغم من الظروف السيئة المحيطة، وأسف لكل دولة لم تحضر، قائلاً: الأسف منا لأي دولة لم تحضر، لأننا كعرب لا نعرف أن نحافظ على بعضنا، بل نحترف إبعاد بعضنا وإضعاف أنفسنا بخسارة بعضنا).

واعتبر أن (لبنان مهما أخفق أو أخطأ يبقى البلد الصغير الكبير، أخاً صغيراً ورسالة كبيرة لكم. احتضِنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوماً أحداً ولم يعتدِ على أيّ مواطن عربي، بل كان ملجأ وحامياً وحافظاً لشعوبكم ومعمّراً لبلدانكم، ومستوعباً لتنوعكم… لا تخسروه كي لا تخسروا عروبتكم وجامعتكم).

وأشار باسيل إلى الحاجة إلى (استفاقة سياسية اقتصادية تنمويّة تنشلنا من سباتنا وترفع من قيمة الإنسان العربي، لتعيد له ثقته بذاته وترتقي بحياته إلى مستويات يستحقّها، لأن لا هدف يعلو على الإنسان، ولا شيء أغلى من حياة وعزة أهلنا ومواطنينا). ولفت الوزير إلى أن لبنان يواجه تحديات كبيرة تبدأ من الحروب، وسوء التغذية، والفقر، إضافة إلى التعصب والتطرّف والإرهاب.

ودعا باسيل في ختام كلمته إلى وضع رؤية اقتصادية عربية موحّدة، مبنية على مبدأ سياسي بعدم الاعتداء على البعض، وعدم التدخل بشؤون الآخرين، وقال: (تعالوا معاً نضع رؤية اقتصادية عربية موحدة، مبنية على مبدأ سياسي بعدم الاعتداء على بعضنا، وعدم التدخّل بشؤون بعضنا، هذا إن لم نرد الدفاع عن بعضنا أو صدّ عدونا المفترض أن يكون مشتركاً، مبدأ سياسي ضروري لكي نؤمّن الاستقرار).

من جهته عبّر وزير خارجية روسيا (لافروف) عن أمل موسكو في أن يتم تنفيذ ما توصلت إليه القمة الرباعية الروسية التركية الفرنسية الألمانية في اسطنبول في أيلول (سبتمبر) الماضي، في أسرع وقت ممكن. وذكر لافروف أنه سيلتقي المبعوث الأممي الجديد إلى سورية غير بيدرسن، في موسكو الاثنين المقبل، وأضاف: (نريد سماع رأي بيدرسن حول كيفية إطلاقه عمل اللجنة الدستورية السورية).

وأعرب لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في موسكو يوم الجمعة 18/1/،2019 عن قلق موسكو إزاء الانتهاكات لنظام منطقة خفض التوتر في إدلب شمال سورية من قبل تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، وسيطرته على 70% من أراضي المحافظة بما يخالف الاتفاق الروسي التركي حول إدلب، وأشار إلى أن الطريقة الوحيدة لمنع عودة الإرهاب إلى سورية هي انتقال أراضي البلاد لسيطرة الحكومة السورية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه بالرغم من فشل المفاوضات مع واشنطن حول معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، فإن موسكو مستعدة لمواصلة الحوار لإنقاذ المعاهدة.

وحذر من أن انسحاب الولايات المتحدة المرتقب من المعاهدة سيشكل ضربة قوية لهيكلية الأمن الدولي بأسرها، بما في ذلك معاهدة الأسلحة الاستراتيجية وعملية ضبط الأسلحة النووية وعدم انتشارها.

وأكد ماس اهتمام بلاده بالحفاظ على معاهدة الصواريخ، ودعا ماس إلى ضرورة توسيع المعاهدة لتنضم إليها دول أخرى، بما فيها الصين.

وتطرق الوزيران إلى الوضع حول مضيق كيرتش شرقي شبه جزيرة القرم الروسية في البحر الأسود، وقد أكد ماس أن (حرية الملاحة عبر المضيق مضمونة وجميع الأطراف تؤكد ذلك)، مشيراً إلى إمكانية أن تساهم بلاده إلى جانب فرنسا في ضمان حرية الملاحة في المنطقة.

وقال لافروف إن موسكو ستدرس الاقتراحات الألمانية التي تلقتها بشأن الوضع في البحر الأسود، مؤكدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على مقترح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول إرسال خبراء ألمان إلى منطقة مضيق كيرتش.

العدد 1105 - 01/5/2024