استعداد صيني لحلّ الخلاف التجاري مع واشنطن

ارتفع العجز التجاري الأمريكي في أيلول الماضي، إلى أعلى مستوياته في 7 شهور، مع صعود الواردات إلى مستوى قياسي وسط طلب محلي قوي، ما بدد أثر زيادة في الصادرات. وأكدت وزارة التجارة أن العجز التجاري زاد 1.3 في المئة إلى 54 بليون دولار، مواصلاً الصعود للشهر الرابع على التوالي. وجرى تعديل البيانات لشهر آب (أغسطس)، لتظهر أن العجز التجاري ارتفع إلى 53.3 بليون دولار بدلاً من الرقم المعلن سابقاً البالغ 53.2 بليون دولار. وقفز العجز التجاري مع الصين، الذي يتسم بحساسية سياسية، 4.3 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 40.2 بليون دولار في أيلول.

وكان ترامب أعلن أخيراً إجراء (مكالمة هاتفية جيدة جداً) مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وذلك بعد شهور من تبادل البلدين فرض رسوم جمركية على بضائع تصل قيمتها إلى مئات بلايين الدولارات سنوياً. وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بالتوصّل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتّحدة والصين، لكنه تجنب الدخول في التفاصيل، في وقت أكدت الصين استعدادها لمعالجة المشاكل التجارية مع أمريكا على أساس الاحترام المتبادل والمساواة.

وأعلن شي جيبينغ، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، أنّه (سعيد جداً) لتحدّثه مجدداً مع الرئيس الأمريكي، معلناً أنه يعلق (أهمية كبيرة على العلاقات الجيّدة مع ترامب).

من جهة أخرى، أعلن نائب وزير التجارة الصيني وانغ بينغ نان، إن الصين مستعدة لحل المشاكل التجارية مع الولايات المتحدة من خلال محادثات يسودها الاحترام المتبادل والمساواة. وأضاف وانغ في مؤتمر صحافي، إن بكين ستشجع في شكل مشترك تطوير العلاقات الصينية – الأمريكية في شكل صحي ومستقر.

وتصاعدت الخلافات التجارية في الأشهر الأخيرة بين واشنطن وبكين، إذ فرض ترامب رسوماً جمركيّة مشدّدة على ما قيمته 250 بليون دولار من المنتجات التي تصدّرها الصين إلى بلاده سنوياً، ويهدّد بفرض مزيد من الضرائب بحيث تغطي في نهاية المطاف كل الواردات الأمريكية من البضائع الصينية، وقيمتها تقارب نصف تريليون دولار سنوياً. وردّت بكين على الإجراءات الأمريكية بفرض ضرائب على ما قيمته 110 بلايين دولار من الصادرات الأمريكية إلى الصين. وأدّت هذه الحرب التجارية إلى تراجع حادّ في أسواق الأسهم، فيما أعربت مصارف مركزية عن مخاوفها من تداعيات هذا النزاع.

العدد 1104 - 24/4/2024