مبكراً كان قطاف الزيتون في طرطوس هذا العام.. ولكن!

رمضان إبراهيم:

يعد محصول الزيتون من أهم المحاصيل الزراعة التي يعتمد عليها الفلاحون في محافظة طرطوس، ويمثل مصدر رزق للكثير من العائلات، وخاصة في هذه الظروف اللعينة التي تعصف بالبلاد. ويزرع الزيتون بعلاً في المناطق الجبلية، ويرتبط نجاح المحصول بالظروف المناخية وخاصة كميات الأمطار الهاطلة وموعدها، إذ يتخوف الفلاحون عادة من ظاهرة الانحباس المطري التي تلحق ضرراً كبيراً بالمحصول.

لكن هذا العام، وبسبب الامطار الغزيرة التي هطلت في غير موعدها والتي أثرت على الكثير من الثمار والفواكه، كالخوخ والتفاح والمشمش وحتى الجوز الذي داهمه الدود، لم يسلم الزيتون من الآثار الكارثية التي أتت على كامل المحصول تقريباً هذا العام.

السيد إبراهيم (رئيس جمعية فلاحية في ريف طرطوس) أوضح ل(النور) أن 99% من زراعة الزيتون في منطقتنا تعتمد على الأمطار، ويتأثر الموسم بما تجود به السماء، وكنا في السابق نتخوف من انحباس الامطار وتأخرها، لكن هذا العام تميز بسقوط المطر في أوقات غير مناسبة لثمار الزيتون، ما أثر في جودة الثمار وبكّر في عملية القطاف خاصة زيتون المائدة على قلّته، إذ تعاني الثمار من إصابتها بذبابة الفاكهة، وهذا ما أثر على نوعية الزيت وكميته، فعندما يُجنى المحصول ويعصَر قبل أوانه، فإننا لن نحصل على الزيت الصالح للطعام، وهذه الحالة لم نشهدها منذ سنوات عديدة.

عيسى محمد (صاحب معصرة) قال: أدى سقوط المطر مبكراً إلى أضرار كثيرة بمحصول الزيتون، ومنها انخفاض كمية الزيت المنتج وتضرر الثمار الخضراء، وحتى تاريخه لم نحصل على أي نوعية مقبولة، بسبب عدم وجود كميات كافية من الثمار الناضجة. وبالفعل فإنه لا يوجد ما يشجعنا على الاستمرار هذا العام، فأين هي الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الزراعة؟!

يوسف العلي قال لنا : تعودنا على أن يكون الأول من تشرين الأول موعداً لعملية قطاف الزيتون، على أن تعمل المعاصر قبل أسبوع، ونتيجة سقوط المطر بشكل مبكر وفي غير أوانه على غير العادة، امتنعت أغلبية الفلاحين عن جني المحصول بسبب سوء نوعية الثمار، فقد فتكت ذبابة الفاكهة به وأصيبت الثمار بالتيبس، وتحول لونها إلى اللون الأسود، ونقوم بالتواصل الدائم مع المعنيين في الوحدات الإرشادية الموجودة في مناطقنا، ولكن دون أي فائدة تُذكر.

السيد مضر أسعد (رئيس اتحاد الفلاحين بطرطوس) تحدث ل(النور) عن أثر سقوط الأمطار في غير أوانها، وعن سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى ما آلت إليه ثمار الزيتون هذا العام، وتساءل عن غياب الزراعة والوحدات الإرشادية.

 

أخيراً

من المعيب والمخجل أن تختبئ وزارة الزراعة والمعنيين خلف أصابعهم، وأن يتذرعوا بالظروف الجوية في تبرير غير منطقي وغير واقعي لتقاعسهم عن التدخل مبكراً للحفاظ على محصول الزيتون، فمن المتوقع أن تصل أسعار زيت الزيتون هذا العام إلى أرقام خيالية، وهذا سينعكس أيضاً على باقي انواع الزيوت، فهل سيجري تشكيل لجنة لتقدير الخسائر في الساحل والتعويض على الفلاحين الذين لم يبخلوا على الوطن بتقديم أغلى ما يملكون في سبيل بقائه حراً عزيزاً!!

هذا ما نأمله وننتظره.

العدد 1105 - 01/5/2024