فوضى الموت تطول المستقبل

في كل يوم تشهد سورية مزيداً من الدماء والقتل والإجرام، وفي كل يوم تنتهك أحلام الأطفال والشباب، وفي كل لحظة يقتل المستقبل..

وما حدث في جامعة حلب ليس كارثة إنسانية فقط، بل هو طعنة في صميم المستقبل، هو رسالة إلى المستقبل كله أن هؤلاء الشباب -ات الذين وصلوا إلى هذه المرحلة المهمة في حياتهم، بعد كل الصعوبات المعروفة في بلادنا لوصول الطالب إلى التفوق لينال علامات تؤهله للدخول إلى كليات الهندسة، هؤلاء قد أصبحوا خارج الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هؤلاء الذين كان سيقع عليهم مهمة إعادة البلاد وإعمارها من جديد على نحو أفضل، كلهم نالوا شهادة أخرى لم يكونوا في صدد البحث عنها، بل كانوا يهيئون لأنفسهم أمكنة في مؤسسات الدولة، أو في إحدى أكاديميات العالم، ليبدعوا ويهدوا البشرية ابتكارات جديدة لعالم جديد يحملونه بين أيديهم بيكاراً وأقلاماً وأوراقاً.

هي رسالة إلى مستقبل سورية حملت معها الدم والألم ودموع الأمهات والآباء، هي رسالة لم يُعرف من خطّها بعد، لكن المعنى واضح وواحد يعني كل السوريين ومستقبلهم الممزوج بالدم والشوك، لكنها في مكان آخر هي تحدّ: هل ستخرج سورية من القمقم الذي وضعت فيه؟ هل ستخرج بطريقة جديدة أقوى وأعظم؟ هذا كله بأيدي شبابنا أيضاً، فهم الذين سيجيبون عن الأسئلة الحرجة، وسيرسمون عالماً لا كما خطّه الآباء خوفاً وجهلاً، بل حباً وعلماً وقوّة.

 هذه هي سورية التي تبكي اليوم وتنزف الدم، لكنها تولد من جديد بأيدي أبنائها الذين عبّدوا طرقها بأرواحهم…

تحية حب لكل شبابنا الذين قدموا كل ما لديهم وما زالوا يحلمون بمستقبل أفضل!

العدد 1105 - 01/5/2024