مرةً أخرى الأطفال في النزاعات مسؤوليتنا جميعاً

لم يعد خافياً على أحد حجم الدمار الهائل الذي وصلت إليه سورية، دمار الحجر والبشر، وأكثر ما يؤلم مشاهد الأطفال هؤلاء الذين يعانون نزاعات لا يعرفون عنها شيئاً، نزاعات لا يدركون سببها وما الذي يجري حولهم سوى أن يروا بأم أعينهم أسرتهم التي تنهار، وبيتهم الذي يتحوّل إلى ركام. مكانهم الجديد في مراكز للإيواء، خيم للّجوء، كلها تعني أطفالاً بلا حياة أسرية طبيعية. كل ما يحدث يعني أطفالاً تنتهك كل حقوقهم بالأمان والصحة والتعليم، بالبقاء والنماء، ليحلّ مكانهم التشرد، القلق، المرض. فهم يعيشون اضطراباً بدا واضحاً لمن يعمل مع الأطفال السوريين، وبدأت تظهر الأمراض الجسدية والنفسية. كبر أطفالنا قبل وقتهم بكثير، كبروا تحت أصوات النيران، بين الانفجارات، تحوّلوا إلى أطفال بلا طفولة. وفوق كل ذلك يتسابق الجميع لاستخدامهم في وسائل الإعلام، في النزاعات المسلّحة، في جلب المزيد من المساعدات، بطريقة استغلاليّة واضحة للعيان ولكل من يريد أن يرى حقائق الأمور.

لاتزال الدولة مسؤولة عن حماية الأطفال، وكذلك المنظمات التي تعنى بالطفولة، وكل دول العالم  التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، والتي تتغنى بحقوق الإنسان، لذا يجب أن يقف كل هؤلاء أمام مسؤولياتهم وتعهداتهم بحماية الأطفال وإبعادهم عن أماكن الخطر ولو بالإجبار. وتهيئة الفرص لأسرهم أن تتحسّن ظروفها وأن تفتح لها سبلاً لحياة أفضل، ولو اضطرت لخسارةٍ أكبر بالمال والوقت ، لأن الموضوع الأهم هو الطفل الذي يستحق دوماً حياة أفضل.

العدد 1105 - 01/5/2024