ذكرى وفاة القائد الوطني والشيوعي الرفيق يوسف فيصل

تطل علينا الذكرى الأولى لوفاة القائد والمعلم الشيوعي الكبير الرفيق يوسف الفيصل، رئيس الحزب الشيوعي السوري. عام كامل مر على هذه الذكرى الحزينة وسورية تمر بظروف صعبة وأزمات داخلية حادة وحرب دولية كبرى لضرب وحدتها الوطنية وزرع الفتنة الطائفية وتدمير بنيتها التحتية واقتصادها وجيشها الباسل، وإضعاف موقعها المقاوم والممانع الذي كان لكم ولرفاقكم، يا أباخلدون، دور كبير في التحولات والإنجازات التقدمية التي تحققت في العقود السابقة.

لقد كنت رمزاً من رموز الحركة الشيوعية العالمية، وعملت مع الرفيق خالد بكداش على بناء هذا الحزب وتطويره وبقائه على الساحة السورية والعربية والعالمية. إن نضالكم أيها الرفاق، ونضال رفاقنا القدامى من قيادات الحزب التي تعاقبت في كل هذه الفترات، سيبقى المنارة والشعلة المضيئة التي يهتدي بها المناضلون الشباب والشيوعيون الأشاوس. لقد رجعت سنين إلى الوراء، فتذكرت اللقاء الذي جرى بيننا، قبل أن اذهب إلى الدراسة في التشيك، وكانت تعليماتكم بأن لاتنسوا أنكم مواطنون سوريون، وأنكم ذاهبون للتحصيل العلمي والعودة لخدمة الوطن. وفي الوقت نفسه أتذكر لقائي بالرفيق خالد بكداش في أوائل السبعينيات في براغ وتوصيته للرفاق في الحزب هنا: بأن تكونوا شيوعيين مناضلين ومجدّين في تحصيلكم العلمي والتزود بخبرات علمية لخدمة سورية وشعبها العظيم.

لقد علمتنا يا أبا خلدون الكثير، وكانت لك إطلالة المحب والأب والرفيق والمنور، وكنت المثل الأعلى والأمثل لكل الرفاق.. كانت لك وقفات عز سجلها التاريخ ولايزال يتغنى بها.. لقد قارعت وحاربت الإخوان المسلمين منذ الأربعينيات، عندما هجموا على مقر الحزب في دمشق، وخضتم معركة شرسة معهم، واستشهد وجرح عدد من الشيوعيين.. أبرزتم وجه الحزب المستقل وسياسته الماركسية. ماذا سأقول ياأبا خلدون لرفاق اليوم؟ لبعض الذين ملّوا من النضال الماركسي، وأصبحوا في الخط المعادي للشيوعية والماركسية؟ كنت دائماً تكررها أن بعض الرفاق ملّ من النضال.. وكنا نتقبلها.. أما أن رفاق بالأمس كانوا شيوعيين وذاقوا من ملذات الحزب وخيراته في العهد العلني، واليوم عندما تعرض البلد لمخاطر وظروف صعبة لم يلبوا دعوة الوطن للحفاظ عليه.. إنما للأسف وضعوا أنفسهم مع المتآمرين على مصلحة الوطن، مع الإخوان المسلمين والوهابيين والمتطرفين أعداء الحزب والوطن.

بماذا أخاطبك يا أبا خلدون بعد عام على فراقك؟

إنا على يقين تام بأنك لو كنت حياً لما أعجبتك هذه المواقف وهذا السلوك السيئ الذي كان سيميتك كل لحظة تحسراً وغضباً على ماآلت إليه سورية ومواقف بعض الرفاق غير المبدئية. ولكن لايزال رفاق أشاوس يرفعون راية النضال عالياً راية الماركسية والشيوعية التي رفعتم راياتها وعلمتم الأجيال كيفية النضال والثبات.. ستبقى هذه المشاعل مرفوعة في سماء سورية، وهذه الرايات التي حملتموها ستحملها الأجيال من بعدكم، بكل ثقة واعتزاز، وسنتذكرك يا أبا خلدون ونتذكر مسيرة ناصعة من النضال والكبرياء، مسيرة العزة والكرامة، مسيرة الارتباط بالوطن والإخلاص له.. مسيرة الوفاء والتفاني والإخلاص للحزب الشيوعي السوري.

لذلك، نمْ مرتاح البال، لأن ما ناضلت من أجله سنستمر فيه حتى يتحقق الأمن والأمان لسورية، ولينعم شعبها بالحرية والطمأنينة والعيش المشترك والتقدم ونحو مستقبل أفضل، وللقضاء على الاستغلال والاضطهاد والفساد، وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية.

نزار طرابلسي

براغ – التشيك

العدد 1105 - 01/5/2024