يحاصرون الشعب السوري ويطالبون بمساعدات «إنسانية»!

إجماع سوري على التغيير السلمي باتجاه التعددية  الثورات لا تُصنع في الغرف السوداء

 

 مَن خطَّط ونفَّذ العقوبات الاقتصادية ضد سورية.. ومن حرص على تشديد الحصار الاقتصادي، ومن حرّض ويحرّض على عدم كفايتهما بهدف خنق شعبها، يتصدر اليوم الاجتماعات الدولية، منادياً بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للدول التي تأوي المواطنين السوريين الهاربين من المناطق الساخنة! فأي عهر سياسي وأخلاقي هذا! وأي مسرحية يريدون إخراجها أمام أنظار المجتمع الدولي! وأي تغطية على دورهم التحريضي في تحويل الحراك السلمي إلى نزاع فئوي وطائفي وإثني مسلح بين أبناء الشعب الواحد.

لقد أفتَوْا بعدم تأثر الشعب السوري بالعقوبات الاقتصادية، وهم يعلمون أكثر من غيرهم، حساسية أي اقتصاد في العالم تجاه الضغوط الاقتصادية، وكيف تنعكس تداعيات العقوبات سلباً على الواردات والصادرات، على التشغيل والتمويل والادخار والاستهلاك، والتي تؤدي إلى حالة ركود تعانيه جميع القطاعات المنتجة، ومصاعب معيشية خانقة تصيب الفئات الاجتماعية، وبخاصة الفئات الفقيرة.. المحدودة الدخل، لا فئة واحدة بعينها.. ولا رموز ومؤسسات محددة تحت أي مسميات.

إنهم يطالبون اليوم بمساعدات مالية لبلدانهم التي لجأ إليها السوريون، أما خزائنهم.. ومستودعاتهم العسكرية فلا تشكو من الضائقة، فهي تغذي ما هب ودب من (الجهاديين) القادمين من أصقاع الدنيا، الباحثين عن الجنة في حواري حلب.. وأزقة دمشق.. وزواريب حمص.كفى ضحكاً على الذقون يا أصحاب السيادة والسمو والمعالي، فركوب موجة الحراك الجماهيري العربي، وتصنيع الثورات (الجهادية) في استوديوهات الأقنية الفضائية وغرفها السوداء، وشحنها إلى هذا البلد أو ذاك، لن يصنع لكم ربيعاً على مقاسكم.دعونا نحل أزمتنا بمعرفتنا نحن السوريين، فقد أجمعنا على التغيير السلمي باتجاه نظام سياسي تعددي ديمقراطي، يحقق للمواطن حريته وحقوقه الدستورية، ويحترم معتقداته، ويقوي نسيج مجتمعنا المتعايش.. المتشابك منذ القديم، ويطلق طاقاتنا الاقتصادية الغنية.. المتعددة.

شعبنا يقاسي من ظلم عقوباتكم.. لكنه سيشد على البطون، وسيناضل من أجل سورية المتجددة، الصامدة أبداً في مواجهة من يسعى لاقتناص لحظات أزمتها.

العدد 1104 - 24/4/2024