نقص الأعلاف يهدد الثروة الحيوانية

الثروة الحيوانية، لاسيما الماشية والأغنام، في خطر. الأعلاف لاتكفيها، والمربون يحاولون التخلص منها بطرق مختلفة، لأنهم باتوا يضيقون ذرعاً بها، وبتكاليف تربيتها المرتفعة، وانخفاض الجدوى الاقتصادية منها في الوقت عينه. وهذه ثروة أخرى على حافة الخطر، يتهددها الجوع، وعدم تأمين الأعلاف الكافية. بينما الحكومة، ونقصد بذلك وزارة الزراعة، تتنصل من مسؤولياتها الكاملة إزاء هذه الثروة، وتتدخل في تحديد سعر منتجات هذه الثروة أو لحومها، من مبدأ الرعاية الأبوية للدولة، ومن منطلق السماح لنفسها بالتدخل في الحياة الاقتصادية كما تشاء.

عندما تغدو الثروة عبئاً على أصحابها، فثمة شيء كبير وخطير يحدث، وهذا التحول له علاقة مباشرة بالسياسات الاقتصادية والتنموية التي تتبعها الحكومة، ومدى نجاحها  أي الحكومة  في إقرار سياسات في هذا المجال تكون كفيلة في دعم هذه الثروة أولاً، والمحافظة عليها ثانياً، لتتمكن فيما بعد من استثمارها بالشكل المناسب، وعدم تركها تواجه خياراً وحيداً، جربته البلاد والعاملون في هذا القطاع قبل سنوات، عندما عمد المربون إلى قتل قطعان الأغنام التي تتضور جوعاً عندما غاب الكلأ عنها، نتيجة الجفاف، ووقفت الحكومة آنذاك، أي في الموسم الزراعي 2007  ،2008 مكتوفة الأيدي، ومارست فعل العجز.

لانريد لمثل هذا السيناريو أن يتكرر، وأن نضحي بما بقي من ثروات تدعم الاقتصاد الوطني، وتولد فرص العمل، وتسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لشريحة كبيرة من المواطنين، فضلاً عن دورها المهم في تأمين بعض المواد الغذائية والمساهمة في التصدير، هذه الميزات النسبية للثروة الحيوانية تحتاج إلى من يستثمرها ويحافظ عليها ويطورها، لا من يودي بها إلى التهلكة.

العدد 1104 - 24/4/2024