دعا إلى الاستعداد لمواجهة المخاطر الجديدة المحدقة بلبنان وشعبه الشيوعي اللبناني يحيي ثورة مصر وتحرك الشعب الفلسطيني
توقّف المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني في اجتماعه، أمام الوضع العربي عموماً وانعكاسات التطورات التي تشهدها الساحات العربية، وبالتحديد في مصر وفلسطين وسورية، على الوضع الداخلي اللبناني.
وحيّا المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني الانتصار الكبير الذي حققته الثورة الشعبية في مصر في 30 يونيو/حزيران، عبر الإطاحة بمرسي وسياسة (أخونة) مصر، ورأى فيه إنجازاً جديداً سيكون له أبعد الأثر في استكمال مرحلة التغيير الديمقراطي التي انطلقت منذ سنتين ونيّف في أكثر من ساحة عربية. إلا أنه نبّه في الوقت نفسه إلى المحاولات الحثيثة التي تبذلها البرجوازية المصرية والقوى السياسية الدينية فيها، بالاستناد إلى الإمبريالية الأمريكية والدول الرجعية العربية، بهدف حرف الثورة مجدداً عن استكمال مسارها، عبر شعارات تدّعي الحرص على الوحدة الوطنية، داعياً القوى الديمقراطية، واليسار بالتحديد، إلى بلورة البرنامج المرحلي الضروري للانتقال بمصر باتجاه إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية.
واستعرض المكتب السياسي، بعد ذلك، ما يعيشه الشعب الفلسطيني، خاصة في أراضي ،1948 نتيجة الفصل الجديد من المؤامرة الصهيونية-الرجعية العربية التي حملت توقيع وزير خارجية الولايات المتحدة. وإذ رأى أن تلك المؤامرة قد سهّلت للعدو الإسرائيلي إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات دون التنازل عن سياسة الترانسفير وبناء المستوطنات واستكمال جدار الفصل العنصري.. أكّد أهمية المواجهة الجماهيرية مع مشروع (برافر)، والتصدي لسياسة مصادرة الأراضي والتطهير العرقي في النقب؛ كما أكّد دعم الدعوة التي وجهتها قوى اليسار الفلسطيني للانسحاب من المفاوضات، ولتنظيم أوسع تحركات جماهيرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.
هذا، وتوقّف المكتب السياسي ملياً عند الوضع المستجد في سورية قبيل انعقاد القمة الأمريكية – الروسية في أيلول المقبل، وفي ظل تعثر انعقاد جنيف ،2 وما يمكن أن يتركه من انعكاسات كبيرة وخطيرة على تعميق الانقسام الآيل إلى الحرب الأهلية المذهبية، واستكمال تدمير سورية وتهجير شعبها… في وقت خفت فيه صوت القوى الديمقراطية، وضاعت معه إمكانية إجراء أي حل ديمقراطي يعيد إلى سورية وحدتها ويحصّنها تجاه العدوان الخارجي. ورأى أن هذا الخطر الداهم لا يهدد بمفاعيله الوضع السوري فقط، بل كذلك الوضع الداخلي اللبناني الذي ازداد هشاشة بفعل التدخلات الإقليمية والدولية في شؤونه الداخلية.
بيروت في 7 آب 2013
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي اللبناني