مظاهرات في عواصم ومدن عربية وغربية رفضاً للتهديدات ضد سورية دعوات للتضامن في وجه كل عدوان محتمل

احتشد عشرات آلاف اليمنيين في محافظة صعدة الجمعة، تضامناً مع محور المقاومة والممانعة في المنطقة، ورفضاً للتحرك الأمريكي الغربي ضد سورية، مرددين هتافات الغضب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهم.

وأصدرت اللجنة الشعبية اليمنية لمناصرة سورية وقضايا الأمة العربية بياناً قُرئ أمام المشاركين في المسيرة التضامنية، أكدت فيه استنكارها التهديدات الأمريكية والغربية والإقليمية بشن عدوان على الجمهورية العربية السورية، بحجة استخدام الأسلحة الكيميائية، واصفة ذلك بالكذبة الكبيرة.

وأكدت اللجنة أن هذه الاتهامات تأتي بعد أن حقق الجيش العربي السوري الباسل تقدماً عسكرياً على الجماعات التكفيرية التي يمولها من يتجمهر الآن ضد سورية ويهدد بالعدوان عليها، موضحة أن استهداف الجيوش العربية في سورية ومصر واليمن، يهدف إلى تأمين الصهيونية وتحقيق مصالحها.

روما

وفي روما تقدم المطران هيلاريون كابوتشي، مطران القدس في المنفى، عشرات المتظاهرين الذين خرجوا رفضاً للتهديدات الأمريكية بشن عدوان على سورية وتعبيراً عن تضامنهم معها في ظل ما تتعرض له. 

نيويورك

وتظاهر مئات الأشخاص في ساحة (تايمز سكوير) في نيويورك، للتعبير عن رفضهم لكل تدخل عسكري أمريكي محتمل في سورية.  وذكرت (رويترز) أن المتظاهرين رفعوا صوراً للرئيس بشار الأسد وهتفوا (الولايات المتحدة.. الحلف الأطلسي ارفعوا أيديكم عن سورية). من جهة أخرى أكد متظاهرون سوريون آخرون أنهم لا يصدقون أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد شعبها، متهمين عناصر إرهابية وأطرافاً خارجية بالتورط في هذه القضية. كما قالت متظاهرة أمريكية تدعى شارون إيوليس إن (الأمر نفسه حصل في العراق)، مذكرة بأن مسؤولين أمريكيين أكدوا امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل، لتبرير اجتياح هذا البلد في عام 2003. مضيفة: (أعتقد أن الأمريكيين ليس لديهم أي حق للذهاب إلى سورية).

باريس

في باريس شارك حشد من أبناء الجالية السورية في فرنسا في مظاهرة نظمتها حركة السلام الفرنسية في ساحة سان ميشيل، وشاركت فيها أحزاب فرنسية متعددة وعربية من جميع الجنسيات تحت عنوان (لا للحرب على سورية).

وعبر المشاركون الذين رفعوا الأعلام الفرنسية والسورية عن رفضهم للتدخل العسكري في سورية، ورفضهم مشاركة فرنسا في أي ضربة عسكرية على الأراضي السورية، داعين إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وأكد السوريون المشاركون في المظاهرة الحاشدة عن استعدادهم للدفاع عن وطنهم سورية في وجه كل اعتداء على الأراضي السورية،معبرين عن ثقتهم بانتصار الجيش العربي السوري على أي عدوان تتعرض له سورية.

وانتقد غيوم دوسويش،أحد الداعين إلى المظاهرة الذرائع التي تروجها الإدارة الأمريكية والحكومتان الفرنسية والبريطانية لتبرير هذا العدوان قائلاً:يروجون لنا أن تدخلاً عسكرياً من شأنه أن يسمح للشعب السوري باستعادة الأمن، في حين أن الحرب هي اللا استقرار الدائم.

جبهة الإنقاذ وقوى سياسية مصرية في السويس

أكدت القوى السياسية في مصر وجبهة الإنقاذ المصرية في محافظة السويس، رفضها لأي اعتداء على سورية، محذرة من أن مثل هذا الاعتداء يشكل مقدمة للعدوان على مصر خدمة لإسرائيل والمخطط الاستعماري الأمريكي الغربي على المنطقة.

وقالت القوى في بيان لها إن (السكوت على ضرب سورية يمثل عنواناً أولياً لضرب مصر في المرحلة القادمة، بعدما اكتشف مخطط الولايات المتحدة الاستعماري الرامي لإضعاف دول الشرق الأوسط العربية)، محملة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مسؤولية إسالة الدماء في سورية.

وأكد طلعت خليل عمر، عضو جبهة الإنقاذ بالسويس، أن الغطرسة الأمريكية ومحاولات التكتل الغربي الاعتداء على سورية، يدل على نية الغرب بقيادة الولايات المتحدة بحرق الجيوش العربية وتفتيتها، حتى يتسنى للكيان الصهيوني السيطرة على مكامن القوة في الشرق الأوسط.

رئيس تحرير صحيفة (الأهرام): لن يقبل أي عاقل في مصر ما يحاك لسورية

وقال رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) عبد الناصر سلامة: إن التحرك العسكري الغربي بشأن سورية جاء في وقت حققت فيه الدولة السورية انتصارات متتالية على الأرض كان يمكن معها أن تحسم النزاع، لكن إرادة التآمر أبت إلا أن يظل هذا النزاع قائماً لتحقيق مآربها، منتقداً بشدة موافقة ومساعي (مقاتلين يتصورون أنهم أحرار) للاستعانة بقوات أجنبية لضرب أو غزو بلدهم.

حركة أبناء البلد في فلسطين المحتلة

وبدعوة من حركة (أبناء البلد) في الجليل الفلسطيني، نظم عند دوار الشهداء في قرية (عرابة البطوف) وقفة تنديد بالعدوان الأمريكي العربي الصهيوني على سورية.

ورفع المتظاهرون الأعلام السورية واللافتات التي تؤكد عمق الترابط بين الشعبين الفلسطيني والسوري.

أحزاب ونواب في تركيا

أكدت أحزاب تركية معارضة عديدة رفضها كل عدوان عسكري محتمل على سورية وكل مشاركة للحكومة التركية فيه.

وشدد أغلبية أعضاء حزب الشعب الجمهوري كما نقل عنهم موقع (أودا تي في) التركي على ثقتهم بكذب ادعاء استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي في ريف دمشق، مذكرين بضبط غاز السارين بحوزة أعضاء من جبهة النصرة بمدينة أضنة في الأشهر الماضية.

وجدد حزب الشعب الجمهوري موقفه الرافض لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية إزاء سورية والتدخل العسكري فيها، مؤكداً ضرورة حل الأزمة في سورية دون التدخل العسكري (حتى لو أثبتت الأمم المتحدة استخدام السلاح الكيميائي).

وأكد أعضاء الحزب أن الحكومة السورية لم تمارس سياسة خاطئة كي تلجأ لاستخدام السلاح الكيميائي في هذه المرحلة الحساسة، لافتين إلى أن هذه الحرب ليست حرب تركيا، بل حرب حكومة حزب العدالة والتنمية.

وحذر الحزب التركي المعارض من أن الحرب على سورية ستؤثر في المنطقة برمتها فترة طويلة، مشيراً إلى أن تركيا لا تستطيع أن تتدخل في الحرب دون تجديد المذكرة البرلمانية الصادرة في تشرين الأول من عام ،2012 لأنها لا تصلح من حيث المضمون والمبادئ الأخلاقية للتدخل في سورية، بينما يرفض مسؤولو حزب العدالة والتنمية إصدار مذكرة جديدة حول سورية، في وقت تشعر فيه حكومتهم المتحمسة للحرب على سورية بالقلق من احتمال رفض المذكرة في مجلس الأمة وداخل الحزب، لأن هناك عدداً لا يستهان به داخل الحزب يرفض هذه الحرب.

من جهة أخرى أكد هاولك كوتش، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والناطق باسمه، أن حكومة حزب العدالة والتنمية تتبنى دور الداعية للحرب، داعياً إلى ضرورة حساب نتائج قرع طبول الحرب على سورية قبل أن تكشف الحقائق فيها.

وحذر كوتش في مؤتمر صحفي نقله موقع (راست خبر) التركي من (خطورة تحول سورية إلى أفغانستان، نتيجة التدخل العسكري المحتمل فيها).

وقال كوتش (يمكن أن تنبت جميع الأعمال الإرهابية هنا لتنتشر إلى العالم، لأن هذه المجموعات الإرهابية هي أكثر المجموعات تطرفاً ووحشية، ومن المحتمل أن تنتشر الأحداث السورية إلى تركيا نتيجة العملية العسكرية، وأن تواجه الفوضى والمشاكل التي تشهدها سورية).

وخاطب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أردوغان قائلاً: (تعدّ أنت أحد المسؤولين عن سفك الدماء في الجغرافيا الإسلامية خلال السنوات العشر الماضية، بصفتك الرئيس المشارك في مشروع الشرق الأوسط الكبير).

وكشفت صحيفة (يورت) التركية أن أتيلا قارت، النائب عن حزب الشعب الجمهوري، الذي قدم مذكرة مساءلة برلمانية لوزير الخارجية أحمد داود أوغلو حول إقلاع طائرة تابعة للقوات المسلحة السعودية من مطار أسينبوغا بأنقرة في شباط الماضي، قال إنه حسب المعلومات التي تلقاها هناك 16 حركة طيران مشابهة منذ 18 نيسان الماضي، ورأى أن رد وزارة الخارجية على مساءلته سطحي وتجريدي.

وأوضح النائب التركي (أنه جرى تسجيل حركة طيران مشابهة بين 15 و17 من الشهر الجاري والوثائق والصور حول هذه الحركة موجودة لدينا، إذ تشكل حركة الطيران هذه انتهاكاً للدستور والتطورات في مطار أسينبوغا، وهي تشكل أهمية كبيرة، لأن هذا المطار يستخدم قاعدة لوجستية للاشتباكات في سورية والتدخل العسكري المحتمل فيها).

وأكد النائب التركي أن (تركيا تحولت منذ زمن بعيد إلى طرف في الحرب على سورية بسبب سياسة حكومة أردوغان بشكل ينتهك المادة 92 من الدستور)، متسائلاً بتهكم عما إذا كانت هناك مادة دستورية تمنح الحكومة صلاحية التدخل في سورية، أو عما إذا كان القانون الدولي يسمح لها بمحاولة تحقيق هدف كهذا في دولة جارة.

وأكد النائب ضرورة انتظار نتائج التحقيق الأممي في سورية ،وقرار الأمم المتحدة، قبل التحول إلى طرف في الحرب المحتملة على سورية، لافتاً إلى ضرورة تحديد الشعب السوري مصير بلاده، مشدداً في الوقت ذاته على أن المذكرة الموجودة لدى الحكومة حول سورية غير كافية للتدخل العسكري فيها.

في سياق آخر أطلقت حركة المسلمين المناهضين للرأسمالية اعتصاماً أمام ثانوية غلطة سراي احتجاجاً على التدخل العسكري المحتمل في سورية.

في سياق متصل قال الصحفي التركي أوغور دوندار إن التاريخ سيحاكم حكومة حزب العدالة والتنمية، بسبب الجرائم التي ترتكبها ضد الإنسانية في سورية، كالتمييز الطائفي والعنصرية، لافتاً إلى الجرائم التي يرتكبها مجرمو تنظيم القاعدة و جبهة النصرة التي تكشفها مقاطع فيديو على مواقع الإنترنت.

وندد الكاتب التركي في مقالة نشرتها صحيفة (سوزجو) التركية بالجرائم الطائفية الوحشية التي يرتكبها إرهابيو جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المتطرفة ضد الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء تحت اسم الحرية، إضافة إلى ارتكابهم جرائم ضد المصلين في الجوامع باسم الجهاد.

وانتقد الكاتب إقدام أردوغان ووزير خارجيته على قرع طبول الحرب والاعتداء على سورية، في وقت تقرع أبواب تركيا أزمة اقتصادية متفاقمة.

وأكد الكاتب أن استطلاعات الرأي الواقعية والموضوعية تظهر رفض المجتمع التركي جميع إجراءات حكومة حزب العدالة والتنمية وممارساتها، لافتاً إلى أن الذين يقرعون طبول الحرب على سورية هم شركاء في الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري.

غالاوي يشن هجوماً لاذعاً على حكومة كاميرون

وشن النائب البريطاني جورج غالاوي، عضو حزب (الاحترام) المعارض، هجوماً قوياً على رئيس الوزراء البريطاني ومحاولاته المشاركة بعمل عسكري ضد سورية، وذلك خلال جلسة التصويت في مجلس العموم البريطاني على هذه الخطوة، والتي انتهت بإخفاق كاميرون بتمرير خططه بهذا الشأن.

ونقل موقع (برس تي في) الإيراني عن غالاوي قوله: إنه لا يوجد دليل دامغ على أن الحكومة السورية شنت هجوماً كيميائياً ضد المجموعات المسلحة المدعومة من الخارج في ريف دمشق.. مضيفاً أن شن هجوم بالأسلحة الكيماوية في نفس يوم وصول فريق الأمم المتحدة هو نوع من الجنون.

كما انتقد غالاوي الحكومة البريطانية لسعيها لتوجيه ضربة عسكرية لسورية دون موافقة الأمم المتحدة، مؤكداً أن روسيا والصين تقولان لا للحرب مثله مثل معظم الناس في بريطانيا.

ولفت غالاوي إلى الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، قائلاً إن السبب وراء عدم الارتياح لخطوة التدخل العسكري في سورية لدى الرأي العام البريطاني هو أن الناس شاهدوا ما ارتكبته (المعارضة السورية) ضد المدنيين من جرائم، مستشهداً بتقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) الذي كشف فيه أن الغالبية الشعبية في بريطانيا تعارض تورط بلادهم في حرب محتملة على سورية.

وقال النائب البريطاني: إن لندن بذلت قصارى جهدها لتزويد المتطرفين في سورية بالسلاح والمال على مدى العامين الماضيين، وقد شكل ذلك سياسة للحكومة البريطانية للمساعدة في فوز هذا النوع من الناس المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة.

العدد 1105 - 01/5/2024