وهل سيبقى أمل؟

أطفال سورية هم أمل الحياة وهم المستقبل، ولهذا لم نترك لهم منحى من مناحي الحياة لم نعرفهم عليه، إلى أن وصلنا إلى الكيماوي، أقحمناهم في الحرب الدائرة بين الكبار والكبار جداً، فجربنا فيهم المعتقلات والتعذيب إلى أن جاء دور الرصاص، وانتهى ليسلم دوره هذا إلى الأسلحة البيضاء التي باتت حمراء على رقاب صغارنا.

وتتالت الأدوار وتجارب الأنواع على صغارنا، حتى إذا اطمأنت إلى اعتيادهم على الفيزيائي على تلك الضربات، جاءتهم بالكيميائي ليقول لهم هاأنذا جربوني! وسترون كم أنا خفيف ظل عليكم، تنامون وتستمرون بنومكم إلى الأبد دونما ألم، بمجرد ملامسة براءة أجسادكم وطهارتها.

وجرَّب أطفالنا الكيماوي ودغدغهم بغازه، ليطير بهم مباشرة إلى السماء دون رجعة.

وبعد ماذا ننتظر؟ ننتظر الدليل؟ العالم بأسره يعقد مؤتمراته ويعقد مجالسه ليبرهن على الدليل؟ ومن يبرهن للأطفال أن أكبر دليل هو وجودهم في السماء ينظرون إلينا نظرة ازدراء كل يوم، كل لحظة يمقتون فينا الإنسانية التي تحولت إلى مستحيل رابع هنا.

المعارضة تنتظر والموالاة تنتظر، والعالم يترقب، و أوباما يبحث، والأوربيون لديهم وجهات نظر. هناك من يشجع وهناك من يرفض، وبالنهاية لن يحصل إلا ما هو في مصلحة الغرب، أما ما انتهى إليه حال الأطفال هنا فلا شيء، لا يعني أحداً. وربما يأتي كيماوي آخر وآخر وموت ثان وثالث لافرق، لانعني أحداً نحن.  شعبنا لايعنيه ماهية الكيماوي بقدر ما يعنيه موضوع الضربة الأمريكية المبيتة على سورية قبل ظهور نتائج التحقيق.. وتحديد المسؤولية، وهو من صلاحيات الأمم المتحدة حصراً، لا دولة واحدة لاهثة وراء لعب دور الشرطي العالمي.

العدد 1105 - 01/5/2024