مهارات حياتية

امتازت المحافظات السورية منذ سالف الأزمان بقدرة شعبها على التواصل الفعال مع باقي الشعوب، واستطاع السوريون الدخول إلى الكثير من أسواق البلدان الأخرى لقدرتهم على الإقناع والتميُّز. فامتازت حلب بالصناعة والتجارة حتى صارت العاصمة الاقتصادية، وازدهرت دمشق بالتجارة والتاريخ والحضارة إلى أن سُميّت بعاصمة الثقافة. وكل محافظة أيضاً لدينا اشتهرت بصفة ولقب. فامتاز السوريون بقدرتهم على التواصل مع الكثير من الشعوب والتفاعل معهم وإقناعهم والتعامل معهم منذ سالف الأزمان.

هذا يجعلنا نطمئن أكثر أن شبابنا الآن لن يصعب عليه التواصل مع كل زمن وكل شعب، والدليل أنه أين ما حل يرتقي غالباً ويكون بارزاً. ولكن أليس الأفضل لو تدربنا على التواصل والمهارات الحياتية الأخرى، حتى نواكب ما تجدد وما يحتاجه زماننا هذا؟

(عيادات العمل  -جامعة دمشق) تقدم لشبابنا دائماً تلك الخدمة (المجانية) ؛ ففي ذاك المركز الواقع في البرامكة، إلى جانب كلية الهندسة المدنية – داخل الحرم الجامعي، يقدم المركز الكثير من خبرات المدربين لشبابنا السوري. يقدم المدربون العديد من المهارات الحياتية المهمة التي تلزمنا دوماً في تواصلنا مع الآخرين، وتلك المهارات تتنوع بين : إدارة الوقت – العادات السبع – الإبداع – التركيز – التواصل – الأهداف – اتخاذ القرار – علاقات عامة.. إلى آخره، تلك المهارات التي تجعل شبابنا السوري قادراً على دعم دراسته مع خبرات محلية وعالمية بواسطة تلك الورشات التي أعدت بعناية لتدرَّب للشباب ضمن أوقات معينة ومحددة في ورشات تدريبية لا تخلو من التفاعل والنقاشات المفيدة والبناءة. إضافة إلى وجود ورشات اختصاصية مثل : التسويق – خدمة الزبن – الإعلان – الإدارة – علاقات عامة… وما شابه من مهارات تساعد وتسلح الشباب بالمعرفة والخبرة والتنوع والتجدد.

وبذلك تكمن أهمية (عيادات العمل) بسماعها للشباب لتلبي حاجاتهم ومتطلباتهم، فتحسّن قدراتهم وتدعمهم في المجالات العملية التي سيختبرونها مباشرة في سوق العمل.

الفكرة هي تدريبهم ليتحول علم المهارات من معلومات إلى ثقافة وعادات، فتعود بالشباب السوري إلى ركب التواصل الحديث مع المجتمعات كافة، وقريباً منها فيستطيع محاكاتها تلقائياً دون تكلّفٍ أو استغراب.

العدد 1107 - 22/5/2024