الأزمة السورية.. العقدة.. الحل السياسي

لا يزال السيد الإبراهيمي يتابع جولته، ويتنقل من عاصمة إلى أخرى، مع الأمل في التوصل إلى حل سياسي توافق عليه جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. ويبذل المبعوث الأممي جهوداً كبيرة لتذليل العقبات المعرقلة للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية التي مضى عليها تسعة عشر شهراً.

وتتفاقم الأزمة يوماً بعد يوم، خاصة مع ازدياد الأعمال الإرهابية، وتدفق المجموعات التكفيرية إلى سورية، والقيام بتفجير السيارات وزرع العبوات الناسفة، وترويع المواطنين وتهجيرهم من منازلهم.

السؤال: ماذا يحمل الإبراهيمي في جعبته السياسية بعد جولته الأخيرة في مثلث العواصم (موسكو، بكين، القاهرة؟).. وهل تصريحه الأخير أن (القتال في سورية هو قتال طائفي ؟).. هل يسهّل هذا التصريح مهمته أم يعقدها أكثر؟

أنهى الإبراهيمي زيارته إلى موسكو، وكان وهو في طريقه إلى بكين يستعيد مسوّدة خطة لافروف التي كان قد طرحها على الاتحاد الأوربي. وتتضمن، الالتزام ببيان جنيف وتنفيذه على أرض الواقع، وتقديم ضمانات روسية داعمة في حال تبنيه الدول الأخرى. وقال لافروف: (إن روسيا تتعهد أنها لا تزال على استعداد لقبول بيان جنيف بأي شكل يطرح في مجلس الأمن. وأن موسكو لن تمارس حق النقض ضد أي نقطة من بنود اتفاق جنيف خلال التفاوض عليها وبضمنها بند (العملية الانتقالية)). والنقطة الثانية في الخطة، أن يقبل اللاعبون الخارجيون المنخرطون في الأزمة السورية كهدف رئيس، ممارسة ضغوط على جميع الأطراف السورية، وضرورة إنهاء القتال والجلوس حول طاولة الحوار والبدء في التفاوض.

وأكدت الصين موقفها الذي لم يتغير. وقدمت خطة تتألف من نقاط أربع . دعت فيها إلى وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف، منطقة بعد منطقة أو على مراحل. وإنهاء أعمال العنف والجلوس إلى طاولة المفاوضات باختيار ممثلين أو مفوضين من جميع الأطراف، والبدء بعملية سياسية واضحة المعالم، وضرورة اتخاذ المجتمع الدولي مواقف أكثر مسؤولية تجاه الأزمة. ثم اتخاذ الخطوات اللازمة لحل المشكلة الإنسانية.

أكدت التطورات السياسية أن الجلوس حول طاولة الحوار، هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة ما تزال تتفاقم، والشعب السوري هو المتضرر الوحيد ويشكل وقودها.

وبرزت مؤخراً وقبيل (اجتماع مجلس إسطنبول في الدوحة في 3 تشرين الثاني)، مواقف جديدة على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية، طالبت بوجوب الكف عن النظر إلى مجلس إسطنبول، على أنه الجهة التي تقود الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة انتقالية تحل محل النظام السوري، كما انتقدت المعارضة السورية قائلة (إنها لم تقم بما يكفي لوقف المد الإسلامي المتشدد..).

لم يأتِ هذا الموقف من فراغ، بل هو نتاج الانقسامات المتتالية في صفوف المعارضة في الخارج، التي تعتاش على الموائد الأمريكية والقطرية والسعودية والتركية من جهة، وعدم مصداقية هذه المعارضة وتنفيذها الإرادة الأمريكية والأوربية من جهة ثانية، وانتشار التنظيمات التكفيرية والسلفية والوهابية انتشاراً واسعاً من جهة ثالثة، وبروز أحداث أخذت مناحي مختلفة واتجاهات تتغاير مع السياسة الأمريكية في المنطقة كما في (الخليج العربي وخاصة في البحرين والكويت، والتطورات الأخيرة في لبنان) من جهة رابعة، ودور روسيا والصين وأصدقاء سورية في السياسية الإقليمية والدولية، إضافة إلى صمود الشعب السوري وما يقدمه من تضحيات، وتحمّله نتائج الحرب الدائرة منذ ما يزيد على عام ونصف منذ بداية الأزمة السورية.

السؤال: ما النتائج التي سيحصدها السيد الإبراهيمي بعد جولة طويلة إلى العواصم الشرق أوسطية والأوربية؟ وهل ستكون لقاءات لافروف المسؤولين في الجامعة العربية خطوة في تذليل العقبات وقطع الطريق على أصحاب اللاءات(إثارة الفتنة الطائفية، المطالبة بالتدخل الخارجي، تصدير الإرهاب والإرهابيين إلى سورية؟).

العدد 1105 - 01/5/2024