مكامن إبداعك… اختبر نفسك

في بداية حياتنا العملية تتصارع خياراتنا وتتفاوت، فلا نعلم إلى أين نتوجّه؟ هل العمل الوظيفي في القطاع العام هو ملجؤنا؟ أم الخاص هو مستقبلنا، أم هو مشروعنا الخاص هو مكمن نجاحنا؟

فالعمل الحكومي يجعلنا نستقر ماديّاً ونطمئن أن هناك لنا تأميناً صحيّاً وراتباً تقاعدياً وإجازات محدّدة، وليس هناك من يستطيعُ أن يهدّدنا بأيِّ نوعٍ من التهديدات، لا إن قصّرنا في عملنا، ولا إن تأخّرنا، ولا حتّى إن تقاعسنا قليلاً. عدا أننا نشعرُ براحة البال، إذ إنه رغم كل ظرفٍ سياسيٍّ أو اقتصاديٍّ، فلا احتمالٍ قريباً لخسارةِ عملنا. فالحكومةُ مسؤولةٌ عن كلِّ تلك الظروف. مع العلم أن هناك محدوديّة في طبيعة العمل وطريقة التفكير، والروتين الذي قد يترك أثراً للجمود في تطورنا كموظفين، إلا إذا رغبنا أن نطوّر أنفسنا، فنترك لنفسنا بصمتنا الخاصة.

والعملُ الخاصُّ أيضاً يملك كثيراً من المزايا، فإن عملتُ بجدٍّ وإخلاصٍ وتفانٍ، وطوّرتُ نفسي ومهاراتي، فإنّي سأكسبُ كثيراً من خبراتٍ جديدةٍ، وإضافاتٍ ماديّةٍ تجعلنا مرتاحين ماديّاً، ما عدا السمعة الجيدة والمهمة التي سنكسبها إن تطورنا. إضافة إلى التأمينات الصحيّة والعطل الرسمية وما شابه من قوانين تحمي الموظف في أيِّ قطاع. ولكن الخطورة الوحيدة في هذا القطاع هي أن صاحب العمل هو المتحكّم في قراراتنا وتوجهاتنا العملية وأسلوبنا في العمل. وبعض القوانين التي يضعها على الموظفين في شركته فيجعلهم متخوفين من كل خطأ قد يرتكبونه فيطيح بهم إلى خارج العمل.

أما إذا رغبنا في مشروعٍ خاصٍّ بنا، لا تحكمه أي قواعدٍ من أيِّ شخص، ولا أسلوبٍ واحدٍ في العمل،  فما لنا إلا أن نتقبّل ما له أيضاً من مساوئ ومحاسن. فالمشروع الذي نبتغيه سيكلفنا الكثير من القلق والمسؤولية والمخاطرة والتعب ، إضافةٍ إلى جهدٍ كبيرٍ جداً في إيجاد المعلومات اللازمة للبدء بذاك الحلم الرائع. إننا سنتحكم بإبداعاتنا ووقتنا وأسلوبنا في العمل ، وقراراتنا ستكون منبعاً لخيرنا ومنفعتنا المادية حتماً، إلا إذا أخطأنا الخيار، وهنا تكمن مساوئ هذا النوع من الأعمال، فإننا حينئذ سنتحمل الكثير من الخسائر والمتاعب والمشاق، لنعلم كيف سنواجه الخطر فلا نخسر تحويشة العمر، ما عدا مسؤولية تحمّل عبء الموظفين لدينا بين مسؤولية معنوية ومادية وقانونية. ولكن إذا نجحنا فستُفتح لنا أبواب الرزق من كل حدبٍ وصوب . ولكل مجالٍ من المجالات لاعبوه، لذا علينا معرفة مكامن القوة لدينا ومكامن الضعف، ونتعرّف على نقاط قوتنا وضعفها، لنحاول إيجاد حلول لها ونحاول تطويرها، ولكن كيف لنا أن نتعرّف عليها دون مساعد؟ وإذا تعرّفنا عليها، فما هي الخطوات التي سنتبعها، وما هي طرق حلّها؟ وأيضاً ما هي ردة فعلنا إذا علمنا أن هناك من يستطيع مساعدتنا للتعرّف عليها؟. نعم إنها صديقة الشباب السوريّ، المساعدة في حمل العبء مع طلابنا وطالبي التطور والعلم والمعرفة والإبداع …. ومن هي غير (عيادات العمل – جامعة دمشق) التي ستساعدنا باختبارها المتميز، الذي يسمّى (التمهيد) .

اختبار (التمهيد) هو اختبار يساعد الشباب على تحديد ميولهم المهنية ومكامن إبداعاتهم، ضمن اختبار متّبع في معظم بلدان الوطن العربي، ونتائجه مدروسة من مختصين. وهو عبارة عن أسئلة سريعة عن طريق موقع shabab.tamheed.org، فيدخل المستفيد ليجيب عن الأسئلة المطروحة لمدة 20 دقيقة، ثم يقوم المستفيد بإرسال ال (كود – code) الذي سيرسله إليه الموقع، إلى الإيميل الرسمي للعيادات وهو
<!–
var prefix = 'ma' + 'il' + 'to';
var path = 'hr' + 'ef' + '=';
var addy63429 = 'tamheed.bcdu.org' + '@';
addy63429 = addy63429 + 'gmail' + '.' + 'com';
document.write('‘);
document.write(addy63429);
document.write(‘
‘);
//–>n
<!–
document.write('‘);
//–>
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

<!–
document.write('’);
//–>
. ومن هذا الاختبار سيعرف المستفيد أكثر عن شخصيته ومكامن القوة والضعف عنده. وما إذا كان الأفضل له أن يكون ضمن قطاع حكومي أو خاص أو أنه قادر على البدء بمشروعه الخاص. فهناك أشخاص قادرون أن يكونوا قادة ناجحين، وآخرون عليهم أن يعملوا على تطوير مهاراتهم المهنية أو ينوعوها، ويستفيضوا بالمجالات الحياتية أو العملية. وهنا سيساعده المرشد الاستشاري للتعرف على كل تلك التفاصيل عبر نقاشٍ بنّاء وهادف وفعّال. يستطيع المستفيد أن يقوم بالاختبار في منزله، أو الذهاب إلى أسرته في عيادات العمل الواقع إلى جانب كلية الهندسة المدنية في البرامكة ليقوم هناك بالاختبار. وكما العادة (عيادات العمل – جامعة دمشق) هي حلّ للمشكلات التي يمكن أن تواجه شبابنا السوري في مجالاته المهنيّة.

العدد 1107 - 22/5/2024