بلغة درامية جديدة تقترب من الواقع مسلسل «سنعود بعد قليل»

يحاول المخرج الليث حجو  في عمله الدرامي الجديد (سنعود بعد قليل) أن يقدم نصاً درامياً طازجاً عبر رصده لستة شخصيات من الواقع، تحمل ألمها وأملها في الحياة. ويكتشف المشاهد من الحلقات الخمس الأولى الخيوط الدرامية لكل شخصية في المسلسل، وبذلك يدخل المشاهد جوهر الحكاية  دون اغتراب ويعيشها بيومياتها وساعاتها وتفاصيلها الصغيرة.

وقد يكون للشخصيات الستة التي تنبني عليها الحكاية قدرة الإجابة عن الأسئلة المستعصية التي تدور في فلك أفكار المشاهد العربي عموماً، والمشاهد السوري خصوصاً. فهذه الشخصيات اختصرت الحكاية بأبعادها الاجتماعية والسياسية وحواملها المختلفة، رغم أنها تنحدر من بيئة اجتماعية واحدة ومن أب واحد دريد لحام (نجيب).

تدور أحداث العمل حول أسرة نجيب التي يعيش معظم أفرادها في لبنان، بعضهم تزوج واستقر منذ شبابه، وآخرون سافروا هرباً من تدهور الأوضاع في سورية. ويفتخر الأب بأولاده الستة ويعبر عن ذلك في تواصله مع جيرانه وأصدقائه، وتظهر سخونة الحوار دائماً بين نجيب وجاره (عمر حجو) الذي يزوره في محله الصغير في أحد أحياء دمشق القديمة.

فشخصية سامي (عابد فهد) الابن الأكبر يأمل في تحقيق نجاحات سياسية عبر كتابة المقالات والعلاقات السياسية المختلفة، فهو يسعى ويطمح إلى قيادة الجماهير لكنه يفشل فشلاً ذريعاً في إدارة منزله وتربية أولاده حين يتعرضان للحياة العصرية ومساراتها المتعددة. أما شخصية راجي (رافي وهبة) فإنه يجسد الفنان التشكيلي الذي يعتصره الألم بصمت كبير أمام مشاهد النزوح، ويعكس ذلك في ألوانه على اللوحات. وهو يرتقب في كل ليلة المرأة التي سوف تطرق بابه في لحظة من لحظات الحكاية.

وشخصية كريم (باسل خياط) الابن الأصغر تحاول الاستمرار في العطاء الإبداعي في الإعلام رغم آلام النزوح والعيش في أمكنة مختلفة، وهذا ينطبق على شخصية فؤاد (قصي خولي) الذي يحاول أيضاً الانتقال من مشكلة الركود في التجارة إلى الانفتاح وربط تجارته بعلاقات جديدة.

ويرصد المخرج في الشخصيتين النسائيتين دينا وميرا واقع  المرأة وعوالمها الداخلية وعلاقاتها في المجتمع المنفتح، الذي تتعرض فيه المرأة خصوصاً إلى الكثير من المواقف.

يذكر أن مسلسل (سنعود بعد قليل) قصة رافي وهبي، وإخراج الليث حجو، بطولة دريد لحام وقصي خولي وسلافة معمار وعابد فهد وباسل خياط وآخرين من نجوم الدراما السورية واللبنانية.