كاميرون يتحدث عن خيارات لمساعدة المعارضة ولا خيارات واضحة لمساعدة الشعب السوري…؟!

قال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا: إن جميع الخيارات مطروحة لمساعدة المعارضة السورية. وحسب الوكالات: لم يحدد كاميرون أي معارضة سورية يعني بكلامه! من المؤكد أنه يعني الائتلاف الوطني السوري الذي أعلن عن تشكيله مؤخراً في الدوحة بعد فشل تشكيل ما عرف بالمجلس الوطني السوري واصطلح على تسميته (مجلس إسطنبول).

في إطار كل ما تورده الأخبار عن الحالة السورية يأتي حديث السيد كاميرون ليقول لجميع السوريين، معارضة و بلا معارضة: القصة ما زالت بعيدة جداً عن نهايتها؟!

طبعاً هي ليست مجرد مقولة تؤكد التاريخ الدائم لسوء النيات البريطانية تجاه سورية والعرب والعالم الثالث كله، وليس فيها أي تجاوز على ما تعلنه فرنسا مثلاً وغيرها أيضاً، لدرجة أصبحت فيها الولايات المتحدة الأمريكية تبدو الأكثر سماحة! بل ورغم أنه لا جديد فيها تحاول بريطانيا أن تؤكد أنه (لا جديد)، أو بشكل أبلغ لا تنتظروا جديداً! كأن تقول بريطانيا أو فرنسا أو أوربا أو الولايات المتحدة إن: جميع الخيارات مطروحة لمساعدة الشعب السوري..؟!

ذاك هو البيان رقم واحد المنتظر من كل الأطراف.

يمكن الرهان على أن السيد كاميرون لا يعرف بدقة من يتمثل في الائتلاف الوطني المعارض الذي اعترفت به حكومته ممثلاً للشعب السوري! و لا ماذا يمثل في الشارع السوري؟!

لا أدعي أنني أعرف أكثر منه، وليس بودي إطلاقاً، من قريب أو من بعيد أن أصمه بالجهل! إنما أسأل سؤالاً واحداً ليس موجهاً للسيد كاميرون، وإنما لكل من يمثله في قوله:

لنقل هذه فصائل معارضة ائتلفت لهذا السبب أو ذاك، بقدرة هذا أو ذاك، وفي سورية فصائل أخرى للمعارضة، وهناك من هم موالون قولاً واحداً وهم كثر وهناك متهمون من الطرفين رغم نياتهم البيضاء، فمن يساعد كل هذا التنوع الطبيعي في ظرف كالذي تمر  به سورية لإخراجها و إخراجهم من مستنقع الدم ومسلسل القتل اليومي…؟!

المسألة تختصرها عبارة مساعدة الشعب السوري، والنيات السليمة لإيقاف مسلسل الموت اليومي والخراب الدائم. وفي ذلك مساعدة حقيقية للائتلاف الذي يؤيدونه، إذ لا بد أنه ملّ لعبة الدم التي كثيراً ما تقول فصائل وشخصيات منه: إنهم دفعوا إليها دفعاً! حسن، إن كان كذلك فلتتمثل إرادتهم اليوم بالخروج من هذا المستنقع ولو ببيان يظهر حسن نيات يتجاوز ما يريده كاميرون أو غيره.

أقدر حجم أحلام اليقظة في حديثي هذا. لكنها ليست أبداً أكبر من أحلام اليقظة لدى كل من يحلم بحل عن طريق الحسم العسكري.

الشؤم الذي أتلمسه في الواقع الراهن ليس بسبب ما نعق به كاميرون أو غيره، من قبله أو من بعده، بل هو في انشغال السوريين عن شأنهم السوري وانتظار الحلول من الخارج، ولذلك أقدر لكاميرون رسالته التي وصلت وتقول: الحكاية مطوّلة!

العدد 1105 - 01/5/2024