نصرالله: ما يحصل في سورية حرب تكفيرية ومعركة وجود لمشروع المقاومة في المنطقة

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن ما يحصل في سورية هو معركة وجود لسورية ولبنان وفلسطين ولكل مشروع المقاومة في المنطقة، وإن عناوين الحرب عليها باتت مكشوفة من حيث الاتجاه التكفيري الذي يهدد الجميع.

وأشار نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للشهيد حسان اللقيس  الذي جرى بتاريخ 20/12/،2013 إلى أن ما يحصل في سورية الآن هو حرب تكفيرية تهدد الجميع، وهي ليست بحاجة إلى دليل، إذ إن المعطيات الإقليمية وعناوين الحرب المكشوفة والأهداف والسلوكيات تكشفها، مبيناً أن معركة التكفيريين هي مع كل من يختلف معهم، وهو ما حصل في مدينة عدرا العمالية حيث قتل التكفيريون كل من يختلف معهم.

وأشار نصر الله إلى الكم الهائل من الإشاعات والأكاذيب والاتهامات التي تروجها العديد من وسائل الإعلام للمسّ بجمهور المقاومة وإرادتها ومعنوياتها، مبيناً أن جزءاً من هذه الأضاليل يتعلق بموضوع وجود حزب الله في سورية، إذ يسوقون الأكاذيب عن عدد شهداء الحزب في سورية ويبالغون فيه كجزء من الحرب النفسية الموكلة إليهم. وأوضح نصر الله أن الأكاذيب التي تساق حول ذلك مبالغ بها جداً، وأن مشاركة حزب الله في سورية لا تزال (في دائرة متواضعة ومحدودة).

وأشار نصر الله إلى أن وجود حزب الله في سورية أصبح شماعة يعلق عليها البعض في لبنان كل الأحداث الجارية فيه (فعدم وجود حكومة في لبنان سببه وجود حزب الله في سورية! والوضع الاقتصادي اللبناني الراهن وعدم وجود قانون انتخابات ووجود مشاكل، كلها عائدة إلى وجود الحزب في سورية! وهذا أمر غير منطقي)، بدليل أن كل هذه المشاكل كانت قبل دخول الحزب إلى سورية.

وأكد نصر الله أنه مهما حاول هؤلاء فإن ما يقومون به لن يغير موقف حزب الله في موضوع سورية، لأنه (معركة وجود بالنسبة للحزب، وليس معركة امتيازات كما أنه ليس شرط كمال بل شرط وجود) وهو ليس معركة وجود لحزب الله بل للبنان وسورية والقضية الفلسطينية ولكل المشروع المقاوم في المنطقة. وشدد نصر الله على أن قرار حزب الله بشأن وجوده في سورية نهائي وحاسم وقاطع، ولا يقدم فيه أي شيء كما لا يؤخر عليه أي شيء.

وحذر نصر الله من خطورة الاعتداءات التي وقعت ضد الجيش اللبناني وحواجزه في مدينة صيدا في الآونة الأخيرة، فتلك مسألة خطيرة تحتاج إلى وقفة تأمل من كل السياسيين والشعب اللبناني، لأنها قد تكون بداية مسار، ويجب أن تكون وقفة لا عصبية فيها ولا انفعال ولا خصومة سياسية.

ودعا نصر الله إلى حماية المؤسسة العسكرية اللبنانية، لأنها تحظى بإجماع وطني حتى الآن، وهي بقية الدولة، والجيش وحده يمكنه أن يعيد بناء المؤسسات الأخرى فيما لو انهارت، لذا المطلوب حماية هذه المؤسسة وإبعادها عن التهديد والخطر وعدم التشكيك فيها، ولاسيما الحديث عنها سلبياً في الإعلام، مؤكداً أن الجيش وحده القادر على الحسم العسكري في لبنان وإطفاء نار الفتنة، إن وقعت.

وشدد نصر الله على أن اغتيال الحاج اللقيس لن يكون (حادثة عابرة) بل إن هناك (حساباً مفتوحاً) بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي الذي يظن أن بإمكانه استغلال الظرف والوضع غير المستقر في لبنان والمنطقة، ولكنه مخطئ والمقاومة (ستقتصّ من القتلة الحقيقيين).

 

العدد 1105 - 01/5/2024