الشيوعي الأوكراني: سنحمي مصالح العمال ونحافظ على حزبنا ووحدة البلاد

وجه السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوكراني بيترو سيمونيكو، وهو أيضاً رئيس كتلة الحزب في البرلمان الأوكراني، رسالة مفتوحة إلى أعضاء حزبه ننشر أدناه ترجمة لها:

أتوجه إليكم في واحدة من اللحظات الأكثر دراماتيكية في تاريخ بلدنا. لقد سفُكت دماء وقُتل ناس كثيرون خلال الأحداث المأساوية في الأشهر الثلاثة الماضية. إذ تجري الأحداث على مستويات مختلفة. إن اشتراك أعداد كبيرة من الناس في الاحتجاجات يعكس الاستياء الاجتماعي العميق من نظام يانوكوفيتش وفريقه، الذي حكم البلاد بشكل غير معقول، وخدع الشعب وتخلى عن وعوده الانتخابية، وتخلى بجبن في الأوقات الصعبة عن منصبه. وقد أدى الإثراء الوقح لمن حوله من (العائلة) المعروفة ب (عشيرة يانوكوفيتش)، إلى انفراط العدد الأكبر من أنصاره وناخبيه من حوله.

ولم تأخذ الاحتجاجات الجماهيرية ذاتها طابع الصراع الطبقي. بل كانت معركة مروعة بين كتلتين من الطبقة المستغلة، وهي الأقلية البرجوازية، الأكثر تنظيماً واستعداداً، والتي تضم التيار الموالي للغرب، والقوى القومية، واليمين المتطرف. ووظفت هذه القوى استياء الناس ونفذت انقلاباً.

وفي الوقت نفسه، تدخل الغرب بشكل مكشوف، ودون تردد في شؤون بلادنا الداخلية، ودعم نشاطات اليمين، الموجهة بالفعل إلى إحداث تغيير جدي في الوضع الجيو سياسي في أوربا والعالم، وبالضد من العلاقات الاقتصادية والثقافية والروحية القائمة منذ قرون بين شعوب أوكرانيا وروسيا، والشعوب الشقيقة الأخرى في الاتحاد السوفيتي السابق. وهكذا ستصبح أوكرانيا محمية للولايات المتحدة، والاتحاد الأوربي، وحلف شمال الأطلسي، وصندوق النقد الدولي، ومختلف الشركات المتعددة الجنسية. إن أفعال اليمين المتطرف الموجهة ضد يانوكوفيتش، دفعت علنا بقوى النازية الجديدة، من ورثة أيديولوجية الغزاة النازيين، إلى المقدمة. وترافق هذا مع موجة بالغة الخطورة من هستيريا معاداة الشيوعية، وتدمير نصب لينين وأبطال الحرب الوطنية العظمى، وهجمات قطاع الطرق على مؤسسات حزبنا في كييف وغيرها من المدن، والإرهاب النفسي والجسدي للشيوعيين والمطالبة بفرض حظر على أنشطة الحزب الشيوعي في أوكرانيا.

وهذا كله يدل على أن القوى التي استولت على السلطة، قد تلجأ إلى إجراءات غير قانونية لقمع ليس فقط كادر الحزب، بل وجميع أعضائه. ولذا فإن علينا أن نكون مستعدين. وفي ظل هذه الظروف، سيكون شغلنا الشاغل هو الحفاظ على هيكلية الحزب وكوادره، وأن نكون يقظين حتى لا ننجرّ إلى الاستفزازات.

ومن المهم استغلال كل فرصة ممكنة لشرح طبيعة التغيرات التي أحدثها تنفيذ الانقلاب، والأخطار الناتجة بالنسبة للمواطنين العاديين عن: الانكماش الاقتصادي القوي، وارتفاع معدلات البطالة وعدم دفع الرواتب والمعاشات التقاعدية، وارتفاع الأسعار والرسوم، وتفشّي الجريمة، وزيادة إفقار السكان.

إن قيادة الحزب وكتلته في مجلس النواب الأوكراني ستعمل كل ما في وسعها لحماية حقوق العمال، والحفاظ على الحزب، والدفاع عن وحدة أوكرانيا.

إن حزبنا يضع كل واحد منا أمام امتحان جديد. لنعزز قوانا، ونزيد من أعدادنا، ونضاعف النضال من أجل قضيتنا العادلة، من أجل الاشتراكية.

العدد 1105 - 01/5/2024