أسياد الكارثة يجلبون الكوليرا إلى هاييتي… وشلل الأطفال إلى سورية

هاييتي وسورية ضحيتا منقذيهما، ينتشر في البلدين مرضان خطيران، الكوليرا في هاييتي وشلل الأطفال في سورية، ولم يحدث ذلك للتو، لقد استورد من يزعمون إنقاذ الشعب من خلال الإهمال، الكينونات المرضية ورعوا الظروف المساعدة على انتشارها الأوسع.

 

680 ألف حالة كوليرا في هاييتي

قوّضت الهزة الأرضية التي ضربت هاييتي في 12 كانون الثاني 2010 المجتمع الضعيف أصلاً والبنية التحتية، وانطلقت الولايات المتحدة والقوى الأوربية الكبيرة إلى العمل، وكان بيل كلينتون الرجل الأمامي في جهود الإغاثة، وقدمت الأمم المتحدة الآليات لجلب الكثير من المساعدة، قال الرئيس السابق كلينتون: (أهلاً بهاييتي الجديدة) متباهياً بجهود الإغاثة التي ستحول الدولة شبه الفاشلة، خلال عشرة أشهر أدت مساعي الإغاثة، التي تبجح بها، إلى تفشي الكوليرا على نحو واسع.

تم تشخيص مصدر الانتشار بسرعة، فالقوات النيبالية التي جندتها الأمم المتحدة أقامت معسكراً وبدأت العمل، نسي أحدهم فحص الجنود لتحري مرض الكوليرا، وهو مشكلة معروفة في النيبال، قبل وصول قوات حفظ السلام هذه لم تعرف هاييتي أبداً تفشي الكوليرا، تصف الدعوة الحديثة من أجل إغاثة تعويضية من الأمم المتحدة الوضع بشكل ممتاز:

(في تشرين الأول 2010 تقريباً تسربت فضلات بشرية من القاعدة ولوثت رافد مييل، وتدفقت المياه الملوثة إلى نهر أتريبونيت (طوله 320 كيلو متراً) ما سبّب التفشي الواسع للكوليرا على طول النهر وأخيراً في كل مكان من البلد).

رد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الدعوى (غير مقبولة) محاولاً فبركة الحصانة السيادية للأمم المتحدة، وكانت الملاحظة الأولية لبان كي مون إنكار أي دور للأمم المتحدة في تفشي الكوليرا، وعندما بات واضحاً تماماً أن إهمال الأمم المتحدة تحدي الأمراض المعدية لدى القوات الأجنبية سبب تفشي الكوليرا، تحول الأمين العام إلى الشرعية الزائفة في تناقض مع القانون الدولي.

النتيجة النهائية بسيطة، إهمال الأمم المتحدة سبب تفشي الكوليرا، وعلى نطاق واسع ذكرت مراكز مراقبة المرض أنه (في 17 تشرين الأول 2013 كانت هناك 085,684 حالة و361,8 وفاة مسجلة منذ بدأ وباء الكوليرا الانتشار في هاييتي، من بين الحالات المذكورة 846,380 (4,55 في المئة) عولجت في المشافي).

 

شلل الأطفال يصل إلى سورية

أكدت منظمة الصحة العالمية تقارير متعددة عن تفشي شلل الأطفال الجامح من النوع الأول في سورية، ويظهر المرض بوضوح بين الصغار جداً، وحذت منظمة الصحة العالمية من الانتشار الإقليمي بسبب غياب جهود منسقة لدرء المرض، نتيجة (تحركات السكان المتكررة عبر المنطقة وثغرات الحصانة في مناطق رئيسية، يعد حظر الانتشار الدولي الأوسع لفيروس شلل الأطفال من النوع الأول عبر المنطقة مرتفعاً).

منذ تحولت الأزمة السياسية الداخلية إلى العنف في سورية في عام2011 قاتل الجيش العربي السوري مسلحين محليين وأجانب ممولين ومسلحين من قبل ممالك النفط الخليجية والولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، وقادت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الدعم الأمريكي للمتمردين من خلال إصرارها على أن (الأسد يجب أن يرحل) تجولت كلينتون في العالم معلنة أمرها بأن رئيس سورية المنتخب يجب أن يغادر البلد.

إن هذا المسعى لتغيير النظام يأتي من جانب الطاقم نفسه الذي حاول إنقاذ هاييتي ويعمل ثانية بوضوح في سورية التي مزقتها الحرب.

أعلن مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أن باكستان هي المصدر المرجح لتفشي فيروس شلل الأطفال، ترفض المناطق التي تسيطر عليها طالبان في باكستان التعاون مع برامج التلقيح، ومن أسباب هذه المعارضة أن الولايات المتحدة نظمت حملة تلقيح زائفة لجمع المعلومات في مطاردة أسامة بن لادن، وباكستان معروفة كمصدر للمقاتلين الأجانب في التمرد في سورية.

سيؤكد اختبار الحمض النووي التكهن الباكستاني، ولكن بغض النظر عن المصدر، فإن الظروف التي أوجدها الهجوم على سورية من جانب ألوية مزودة إلى حد كبير بالمقاتلين الأجانب، خلقت الأساس لتفشي فيروس شلل الأطفال وأمراض أخرى معدية.

 

عن جريدة (ذي غارديان) الأسترالية

العدد 1105 - 01/5/2024