مشاريع اجتماعية

كم نحتاج في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها سورية إلى مشاريع اجتماعية تتعلق بتمكين الشباب والشابات، وتهيئة جيل قادر على العمل ضمن ظروف صعبة، جيل قادر على أن يتجاوز كل المسائل المتعلقة بالعمل التقليدي، والسعي نحو تمكين فرق تعمل بأسلوب العمل الجماعي الذي لا يقتصر على شهادة علمية أو امتيازات معينة، بل يحتاج إلى كوادر متحمسة للتغيير وقادرة على التفكير الإبداعي، كما نحتاج في هذه المرحلة إلى تأمين عمل لهؤلاء الذين يملؤون الطرقات، أطفالاً ونساء وشيوخاً، وهم يتسولون، وهو عمل يتضمن التدريب والدعم النفسي والاجتماعي ودعم القدرات، ففي الطرقات نجد الشاب الجامعي وهو يعتل عشرات الكيلوغرامات على ظهره، وسنجد بائع الشاي والقهوة، والبائعين على البسطات وفي الشوارع  يبيعون المحارم والحلويات ويمسحون السيارات في البرد والحرّ، وفي كل الظروف ليلاً نهاراً يتعرضون لكل أنواع الانتهاكات..  

الحلول ليست صعبة، فمجتمعنا شاب وحرفي وقادر على النهوض من جديد، لكن نحتاج إلى قوة داعمة، ليس فقط إلى الكلام، نحتاج إلى دور تأهيل ودور إيواء للمسنين والمعاقين والأطفال والنساء المشردين، نحتاج إلى دعم مدروس لا يقلل من قيمة مجتمعنا، فلا هو مصدّر للخدم ولا للسياحة الجنسية ولا للمجرمين، لا يمكن العمل إلا برؤية تجمع كل ما هو محتمل. فالإنسان السوري ليس مميزاً بجنسيته، بل مميز بفعله، فأفضل التجار والصيّاغ والأطباء والمهندسين والمحامين والحرفيين هم من سورية، لذلك يحتاج المجتمع السوري إلى الدعم الحقيقي، لا الدعم الرخيص السهل، فأسهل الأمور أن تعمل في الخدمة المنزلية، وأسهلها أن تعمل في مسح السيارات وشطف الأدراج، لذلك إن أردنا فعلاً لسورية أن تنمو وتزدهر يجب أن تنعم بقدرات السوريين..

العدد 1105 - 01/5/2024