الحوار والتوافق وبناء سورية الديمقراطية هي الرد على الرسائل الأمريكية

اختار أوباما منبر حليفه نتنياهو في الأراضي المحتلة، كي يوجه رسائله إلى العرب والعالم، وهي رسائل توقّعنا مضمونها مسبقاً، رغم المناورات التي خدعت بعض السوريين في الداخل، وأثارت البعض الآخر في الخارج:

1- إسرائيل دولة يهودية وملتزمون بأمنها حتى النهاية.. وعلى العرب تطبيع علاقاتهم معها. أما أنتم أيها الفلسطينيون فعليكم نسيان الأراضي الفلسطينية التي قضمتها إسرائيل، وحق العودة وتقرير المصير، وسيكون لكم (محمية) صغيرة، إذا ما قبلت إسرائيل رجاءنا بوقف الاستيطان!

2- من يرفع من العرب شعار (المقاومة ضد الدولة اليهودية)، إرهابي، وسورية وحزب الله وإيران يقفون في طليعة الإرهاب الذي تتعرض له هذه الدولة (المسالمة)!

3- سنحمل (الديمقراطية) للشعب السوري، وعلى رئيس سورية الابتعاد، لأننا نصّبنا لها رئيساً أمريكياً، وسندعم مع أشقائنا الفرنسيين والبريطانيين المعارضين المسلحين لحسم المسألة السورية عسكرياً.. أما نحن فسنتدخل عسكرياً إذا احتاج الأمر ذلك.

4- لا يجوز استمرار (الجفاء) بين أصحاب المصلحة الواحدة، لذلك نرجوكم يا أصدقاءنا اليهود أن تنهوا خلافاتكم (السخيفة) مع الأتراك، من أجل إحكام الطوق على سورية، ولكم منا مكافآت سخية بعد تقسيمها!

ولم يستغرق الأمر أكثر من ساعات حتى أعلنت (وول ستريت جورنال) عن تقديم CIA مساعدتها اللوجستية للمعارضين المسلحين، فحددت لهم مواقع وتجهيزات قطعات الجيش السوري عن طريق الأقمار الصناعية التجسسية التي تنشرها الولايات المتحدة في الفضاء.

أما عرب الجامعة (الخليجية)، شركاء الأمريكيين والإسرائيليين في ترويض المقاومة العربية، فكانت رسائل أوباما أشبه بأمر عمليات لهم، وها هم أولاء يعقدون اجتماعاتهم التحضيرية، لنعي ما بقي من قيم العروبة في قمة الدوحة.

رسائل أوباما.. والتصعيد العربي.. والإرهاب النوعي المجرم الذي تنفذه المنظمات (الجهادية) التكفيرية في الداخل، باستخدامها السلاح الكيماوي وتفجير المساجد، لن تثني السوريين عن متابعة تحضيرهم لحوارهم الوطني الشامل، الذي يقود إلى حل سياسي للأزمة، بل ستصلّب عزيمتهم، وتدفعهم إلى التوافق عبر الحوار الديمقراطي، لإنهاء أزمتهم، وتحديد ملامح مستقبل بلادهم السياسي والاجتماعي والإنساني، فلا بديل عن التعددية والديمقراطية، ولابديل عن الألفة والتسامح بين أطياف المجتمع السوري، وتحقيق التنمية الاقتصادية- الاجتماعية المتوازنة، ولا بديل عن المصالحة الوطنية، وإعلاء القيم الإنسانية.. لا بديل عن التمسك بالحقوق، واستعادة أراضينا المحتلة، ومواجهة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية.. إنه الرد السوري على رسائل أوباما الاستفزازية.

العدد 1107 - 22/5/2024