الشيوعي السوري (الموحد) يحيّي الذكرى: لن يتمكن الإرهاب من تدنيس قيم الجلاء

وقفُ العنف والدفاع عن الوطن ضد التدخل الخارجي  إقرار مصالحة وطنية شاملة

انتماء الإرهابيين إلى القاعدة فضح مآربهم الحقيقية  تأسيس الأرضية الدستورية للتغيير السلمي الديمقراطي

 

يا جماهير شعبنا السوري العظيم!

 

تطل علينا اليوم الذكرى ال 67 لعيد الجلاء العظيم، الذي خرجت فيه قوات الاستعمار الفرنسي من بلادنا بغير رجعة، ذليلة مدحورة، بعد ثورة شعبية دامت أكثر من عشرين عاماً، قدم فيها شعبنا تضحيات كبيرة من دم أبنائه الذين بذلوا الغالي والرخيص، ليعود وطنهم حراً عزيزاً مستقلاً.

لقد انصهر الشعب السوري كله في بوتقة واحدة، ووحدة وطنية متراصة، بجميع مكوناته وشرائحه التي أجمعت على تحقيق الاستقلال السياسي، بصفته الشرط الأساس للتقدم الاجتماعي والديمقراطية.

لقد اشتعلت نيران الثورة الشعبية العارمة في مختلف الأراضي السورية ضد الاحتلال، متبعة مختلف أشكال النضال السياسي والمسلح، بقيادة ثوار حقيقيين سطروا ملاحم البطولة، والوحدة الوطنية، وكنسوا آمال المستعمر الذي حلم بتقسيم سورية إلى دويلات طائفية متناحرة، ورفعوا شعار(الدين لله والوطن للجميع).

وفي الذكرى العزيزة على قلوب كل السوريين نحيّي أرواح شهداء الثورة وقادتها الميامين، وعلى رأسهم يوسف العظمة، والقائد العام للثورة سلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي، وإبراهيم هنانو، وأحمد مريود، ومحمد الأشمر وحسن الخراط وغيرهم وغيرهم.. ممن دكوا معاقل الاحتلال والاستعمار، ورفعوا رأس الشعب السوري عالياً بين الأمم، ونعاهدهم على الحفاظ على إرثهم النضالي بإبقاء سورية موحدة مستقلة لا تطأ أرضها أية قوة غازية.

 

أيها السوريون الكرام، يا أبناء الثورة السورية الكبرى!

تمر علينا ذكرى الجلاء هذا العام، ووطننا الغالي مثخن بالجراح والآلام، وهناك عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأكثر من مليونين من المهجرين والمشردين داخل البلاد وخارجها، والعديد من البنى الاقتصادية المدمرة وغيرها الكثير من المآسي والنكبات الإنسانية، وهو أمر لم يألفه السوريون الذين يحبون السلام ويعشقون الوئام فيما بينهم.

لقد استغلت فئة لبست لبوس الدين زوراً وبهتاناً، المطالبات الشعبية المحقة، وحملت السلاح تمعن بالأبرياء فتكاً وقتلاً، وتدمر ما بنته سواعد السوريين خلال عقود من الزمن، واستدعت الأجنبي للاستقواء به ضد الدولة والشعب، وفتحت الحدود أمام جحافل المرتزقة والجهلة القادمين من أكثر من 30 دولة لتمزيق النسيج الوطني السوري وتقسيم سورية وتدميرها، كما فعلوا في العراق وليبيا. إلا أن الشعب السوري الذي يستلهم في خطاه روح ونهج الثورة السورية الكبرى التي حققت الجلاء، كان لهم بالمرصاد، وأفشل مخططاتهم رغم المعاناة والتضحيات.

إن القوى الوطنية السورية، غير المرتبطة بالأجنبي، تتداعى اليوم لإيجاد حل سياسي للأزمة الكبرى التي نعيشها، ووقف العنف، والدفاع عن الوطن ضد التدخل الخارجي، والحفاظ على سيادته ووحدة ترابه، وإقرار مصالحة وطنية شاملة، تنبذ الأحقاد، وتعيد إعمار ما تهدم بتعاون كل أبناء الوطن، وتقيم ركائز وأسساً دستورية وتشريعية للسير في طريق الإصلاح والتغيير الديمقراطي السلمي.

إن خير إحياءٍ لذكرى الجلاء العظيم، وخير تكريمٍ لأرواح الشهداء، يكون بإنقاذ سورية من شر أعظم، وإعادة اللحمة الوطنية بين أبنائها.

عاشت سورية حرة موحدة مستقلة!

وعاشت ذكرى الجلاء العظيم!

الحزب الشيوعي السوري (الموحد)

دمشق 15/4/2013

العدد 1105 - 01/5/2024