«البسكليت» تجتاح شوارع العاصمة

ازدحام وحواجز وطوابير سيارات وشوارع مغلقة تحولت معها قيادة السيارات في شوارع العاصمة دمشق خلال النهار إلى كابوس حقيقي، فقد أمست عملية التنقل تستغرق أضعاف المعدل الطبيعي للوصول إلى المكان المنشود نتيجة التكدس المروري باستثناء بعض أيام الإجازات، فقد أدت أزمة المواصلات وفوضى الازدحام إلى عزوف الكثيرين من الشباب-ات عن استخدام وسائل النقل العامة والخاصة متجهين صوب الدراجات الهوائية، التي أضحى مظهر راكبيها مألوفاً في شوارع العاصمة وطرقاتها على الرغم من اختلاف الآراء وتباين وجهات النظر حول قيادة الفتيات -تحديداً- للبسكليت، عاملين بذاك على إدخال ثقافة جديدة وحالة لم يألفها مجتمعنا سابقاً.

آراء كثيرة متباينة حول أسباب استخدام الدراجات الهوائية ولكنها تجمع بمجملها على غلاء تعرفة سيارات الأجرة التي بات ركوبها صعب المنال على الطلاب وأبناء الطبقات الكادحة، عدا رفض سائقي سيارات الأجرة إيصال المواطنين إلى مناطق معينة من المدينة، ومن جهة أخرى فضلت بعض الفتيات استخدام الدراجة هرباً من التحرش الذي يتعرضن له في باصات النقل الداخلي، وفق طالبة الحقوق فرح (21عاماً)، التي أشارت إلى معاناتها في البداية بإقناع ذويها باستخدام (البسكليت) الذين كانوا يرفضون الفكرة، بذريعة عدم تقبل الناس لركوب فتاة للدراجة.

تعتبر المدرسة وداد (35عاماً) أن استخدام البسكليت أفضل من انتظار وسائل النقل العامة أو الوقوف على الحواجز، فهي تؤمن سهولة في التجول وتختزل الوقت، ومن جهة أخرى يعد استخدام الدراجات رياضة مفيدة تحسن وظائف الجسم وتقوي العضلات والدورة الدموية وتحسّن حالة القلب وغيره الكثير من الفوائد.

فيما يرى طالب الاقتصاد مصطفى في الدراجات الهوائية حلاً ملائماً في ظل عدم الانضباط المروري الذي تعانيه دمشق، وأضاف: (الدراجة تساعدني على الوصول إلى جامعتي في البرامكة بطرق سهلة وأقل تعقيداً وأكثر سرعة)، ومن ناحية يعزو بائع الحلويات أحمد (25 عاماً) انتشار الدراجات إلى غلاء الوقود وصعوبة الحصول عليه، مترافقاً مع قلة أعطال الدراجات وعدم حاجتها للصيانة وإنفاق أموال كثيرة.

أما المحامية نور فتمنت لو أنها تستطيع استخدام الدراجة الهوائية، ولكن لأنها محامية فالنقابة تمنعها من ذلك لأنه لا يتناسب مع طبيعة المهنة، وأكدت أهمية تشجيع استخدام الدراجات الهوائية وتأمين سلامة راكبيها بتحسين الطرقات المخصصة للدراجات وتخصيص أماكن للركن وما شابه ذلك، مع إيجاد قوانين ناظمة تحمي مستخدميها.

إن الدراجة وسيلة نقل غير معتادة لدينا ولا هي رياضة سائدة، بل إنها كانت تنتشر بكثرة ضمن الأزقة لعدم وجود سيارات فيها، ولكن لاستخدامها فوائد جمة كتخفيف الضغط المروري والتوفير في الوقود وتقليل التلوث الذي تمتاز به دمشق، والحفاظ على رونق بعض الأماكن بعدم استخدام السيارات فيها، إضافة إلى الفوائد الاقتصادية الشخصية لاستخدام الدراجة الهوائية.

فهل نشهد في القريب قوانين صديقة للبيئة وناظمة لركوب الدراجات الهوائية.. أم أن ذلك يبقى حلماً بعيد المنال..؟!

العدد 1105 - 01/5/2024