بذكرى أعياد الجلاء والأول من أيار والشهداء ندوة حوارية للشيوعي السوري «الموحد» في اللاذقية

أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري (الموحد) باللاذقية بتاريخ 8/5/2013 في مكتبها، ندوة حوارية احتفاء بأعياد (الجلاء، الأول من أيار، الشهداء)، تحت عنوان (الوضع الراهن في سورية.. الآفاق).

حضر الندوة أحزاب وقوى سياسية وفعاليات متعددة وطيف من الشخصيات الوطنية المهتمة بالعمل السياسي والوطني والشأن العام، وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية. بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الوطن والطبقة العاملة. ثم قدم الرفيق علي ريا، عضو اللجنة المركزية للحزب، كلمة رحب فيها بالحضور، وأشار إلى أهمية هذه المناسبات، وضرورة تمثل القيم النضالية والوطنية في الظرف الراهن. كما أشار إلى طبيعة الأزمة التي تمر بها البلاد، انطلاقاً من رؤية الحزب وقراراته والمهام التي وضعتها اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها الأخير المنعقد في الشهر الأول من العام الحالي لتجاوز هذه الأزمة المركبة التي يتداخل فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي، وأهمية الحوار الوطني الشامل والحل السياسي، والوقوف بحزم أمام التدخل الأجنبي وحماية وحدة البلاد أرضاً وشعباً، وضرورة تغيير النهج الاقتصادي بما يخدم مصالح جماهير الشعب ويقوي الموقف الوطني في وجه التآمر الإمبريالي الصهيوني والعصابات الإرهابية.

ثم فتح باب الحوار وإبداء وجهات النظر والآراء والمواقف من الحضور.. وقد تعاقب على المشاركة بمداخلات شفهية ومكتوبة نحو عشرين مشاركاً، اتسمت بمجملها بمستوى عال من الشعور بالمسؤولية الوطنية وأهمية الحوار للوصول إلى قواسم مشتركة تساعد على تجاوز الأزمة الحالية. فأشار البعض إلى طبيعة الأزمة وأسبابها، باعتبارها أزمة كبيرة، وضرورة الحوار دون شروط مسبقة، ومن أجل إيجاد منظومة تشريعية شاملة باتجاه تغيير ديمقراطي وسلمي. كما أشار البعض إلى أهمية إصلاح الوضع الاقتصادي والسياسة النقدية، ومكافحة الغلاء، وضرورة معالجة الفقر والبطالة، والاهتمام بالشرائح الاجتماعية الشعبية وحل مشاكلها وهمومها، وضرورة نشر الثقافة التنويرية لمواجهة التيارات الظلامية، وتعزيز جبهة اليسار. وضرورة الاعتراف بالأخطاء تجاه بعضنا وتجاه وطننا، والخروج من التبعية الثقافية.. كما أشار البعض إلى ضرورة التمييز بين التحركات الشعبية لتحقيق المطالب المشروعة، وبين أعمال العنف والعنف المضاد.

كما أشار البعض إلى التغيير العام في ميزان القوى الدولي ضد سياسة القطب الواحد، وأهمية التحالف مع دول (البريكس) والدول الداعمة للقضايا الوطنية.. وإلى إقامة تحالفات واسعة. كما أشار البعض إلى انعكاسات الأزمة على ظروف المرأة السورية، وخاصة المرأة العاملة، سواء في القطاع العام أم الخاص، وإلى ضرورة مكافحة الفساد والإرهاب، وضرورة توثيق الجرائم التي ترتكبها العصابات الإرهابية، ونشر الفكر المقاوم، ومواجهة (سايكس بيكو) جديدة، وضرورة تطبيق شعار (من أين لك هذا)؟

إن المهمة الوطنية الآن تحتل الصدارة، وإن أحد الحلول هو الدولة العلمانية المدنية.

كما أشار البعض إلى نبذ الطائفية، وأن النقد هو جزء لا يتجزأ من عملية البناء، وأنه لا يمكن أن ينتهي.. وأهمية دور الإعلام في نشر الوعي، وإلى ضرورة نشر الفكر الديمقراطي في مواجهة العنف ومخاطر العنف والنزاعات المذهبية.

وفي الختام أشار الرفيق عبد الرزاق درجي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (الموحد)- أمين اللجنة المنطقية للحزب في اللاذقية، إلى أهمية الندوة والحوار للوصول إلى قواسم مشتركة، سواء في توصيف الأزمة والحلول للخروج منها.

فأكد أن هناك قواسم مشتركة كبيرة تجمع المتحاورين، من حيث الحرص على وحدة البلاد، وأهمية وضرورة حل الأزمة من السوريين أنفسهم، ورفض التدخل الخارجي، ونبذ العنف، ومحاربة الطائفية البغيضة، وتغيير النهج الاقتصادي باتجاه تلبية مصالح الجماهير الشعبية، وأهمية نشر الفكر العلمي، ووحدة مواقف القوى الديمقراطية والوطنية والتقدمية، ومواجهة التآمر الإمبريالي الصهيوني الرجعي في المنطقة، ومن أجل تحرير جولاننا الحبيب وجميع الأراضي المحتلة، وتعزيز دور سورية الوطني المقاوم.

شاكراً الحضور ومساهماتهم في الحوار، مع أهمية وضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات، لما لها من أهمية وآثار إيجابية لتجاوز هذه الأزمة، وتمتين الوحدة الوطنية وتعزيزها، وبناء سورية جديدة تعددية ديمقراطية مدنية علمانية.

العدد 1105 - 01/5/2024