اعتداء «أردوغاني» جديد… تركيا توقف ضخ مياه الفرات

قطعت الحكومة التركية مياه نهر الفرات نهائياً، ما يُنذر بكارثة كبرى تطاول سورية في الدرجة الأولى، والعراق في الدرجة الثانية. وانخفض  منسوب المياه في (بحيرة الأسد) نحو ستة أمتار، ما يبقي ملايين السوريين من دون مياه شرب.

تدخل أردوغاني جديد في الأزمة السورية بدأ منذ أسبوعين، لكنّه هذه المرة مختلف عن كلّ ما سبقه، وينذر بكارثة غير مسبوقة تتهدّد سورية والعراق معاً. ففي خطوة تنتهك كلّ الأعراف الدولية، قطعت الحكومة التركية أخيراً واردات مياه سد الفرات نهائياً.

المضاعفات الكارثية للاعتداء التركي بدأت في الظهور، فقد انخفض مستوى المياه في ناحية الخفسة في ريف حلب الشرقي (وتقع فيها محطة شفط الماء من بحيرة الأسد وضخها عبر قنوات الجر إلى حلب وريفها). وتشير المعلومات إلى أنّ المياه الموجودة في الخزانات الاحتياطية باتت على وشك النفاد. مما يعني بقاء نحو سبعة ملايين سوري دون مياه. كذلك توقف سد تشرين عن تلقي أي قطرة ماء، وبالتالي توقفت عنفات توليده الكهربائي، ما يعني خفض كمية الكهرباء الواصلة إلى حلب وريفها، ودخولها في مرحلة جديدة من انعدام التوازن الكهربائي (المعدوم أصلاً).

أما في الرقة، فقد باتت الجهة الشمالية من (بحيرة الأسد) خارج الخدمة بالكامل، من قرية سويدية صغيرة شرقاً وحتى الجرنية غرباً، ما يهدّد بالعطش نحو مليوني سوري فيها.

ومعلوم أنه عام 1987 جرى توقيع الاتفاقية السورية التركية، وهي اتفاقية مؤقتة لتقاسم مياه نهر الفرات بين البلدين خلال فترة ملء حوض سد أتاتورك. ونصت على تعهد الجانب التركي أن يوفر معدلاً سنوياً يزيد على 500 متر مكعب في الثانية عند الحدود التركية السورية مؤقتاً، إلى حين الاتفاق على التوزيع النهائي لمياه نهر الفرات بين البلدان الثلاثة الواقعة على ضفتيه. وقامت سورية عام 1994 بتسجيل الاتفاقية لدى الأمم المتحدة لضمان الحد الأدنى من حق سورية والعراق في مياه نهر الفرات.

العدد 1105 - 01/5/2024