المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (الموحد): الدفاع عن الوطن وقف العنف وتأكيد الحل السياسي والسلمي

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

الحرص على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل

الإفراج عن معتقلي الرأي

الحفاظ على الدعم الحكومي

التصدي لتجار الأزمات

تسريع حل مشاكل المهجّرين

 

عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (الموحد) اجتماعه الدوري، يوم الأحد، 28/4/،2013 وناقش المجتمعون التقرير السياسي الذي قدمه الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب، وآخر المستجدات على الأوضاع الداخلية والعربية والدولية.

وجاء في التقرير:

تعيش منطقة الشرق الأوسط على فوهة بركان، ولا يكاد يخلو بلد من بلدانها من التوترات والنزاعات المتعددة الأشكال، إلا أن التوتر الناجم عن الأزمة السورية المتفاقمة، يبقى المصدر الرئيسي لها، والمرشح للانفجار في أية لحظة.

وفي الأسابيع الفائتة، شهدت الأوضاع السياسية والميدانية تصعيداً غير مسبوق، وشهدت الأروقة الدولية مؤتمرات ولقاءات وأنشطة على قاعدة الأزمة وطرق حلها، بدءاً بمجلس الأمن الدولي، مروراً بلقاءات بروكسل، وبما يسمى مؤتمر (أصدقاء سورية). وقد تميزت هذه الأنشطة بعدة سمات أهمها:

1- التشدد الغربي حيال تفسير وثيقة جنيف.

2- استمرار إصرار بعض الدول الغربية على شرط التنحي المسبق، شرطاً لأي حوار.

3- البحث عن وسائل ملائمة لتزويد المعارضة المسلحة بمزيد من الأسلحة لكسر ميزان القوى لصالحها.

4- السعي الدؤوب لتشكيل معارضة تلائم مصالح الحلف الغربي وسياساته.

5- الفشل في هذه المهمة نتيجة للتركيب غير الطبيعي وغير المتجانس لها، والمرجعيات المتعددة التي تتبع لها.

6- زوال القناع عن وجه التنظيمات التكفيرية بعد كلمة الظواهري، وإعلان جبهة النصرة تبعيتها المباشرة لتنظيم القاعدة، وسعيها لإنشاء الدولة الإسلامية في العراق وسورية.

7- التشدد الروسي في دعمه لسورية، وإفشاله للمحاولات الغربية الداعية إلى تبرير الحل العسكري والانحراف عن محتوى وثيقة جنيف.

إن كل هذه المخاضات والصراعات الدولية حول المسألة السورية كانت تترافق مع استمرار القتال في الداخل. وقد سبق أن قلنا في رسائل سابقة إنه في ظل حروب من هذا النوع، حيث تكون فيه مجموعات مسلحة من طرف، وجيش نظامي في الطرف المقابل، تتخذ هذه الحروب طابع حرب عصابات أو حرب مدن داخلية، مما يجعل الحرب طويلة المدى، وتتطلب من الجيش النظامي اتباع تكتيكات مناسبة. ويكون الحسم النهائي في مثل هذه الحروب أمراً عسيراً، لكن يمكن تحقيق إنجازات وتقدم على الأرض تُضعِف إمكانية المجموعات المسلحة تحقيق أهدافها.

وفي الشهرين الماضيين اتسمت المعارك بسمة التوازن القلق والمراوحة النسبية، لكنه في الأسابيع القليلة الماضية حقق الجيش العربي السوري تقدماً ملموساً في عدد من المواقع، أهمها الغوطة الشرقية، ومحيط المطار في دمشق، وريف القصير وبعض أجزاء من حمص ومن ريف إدلب، ومحيط مطار حلب، وجميعها مناطق ذات طابع استراتيجي يؤثر على مجرى المعركة ككل.. ويعد بتحقيق إنجازات أكبر، مما أدى إلى تغير المزاج الدولي، وتكونت لدى قوى التحالف الغربي قناعة بالصعوبة الفائقة لخسارة الجيش السوري للمعركة، وتزايدت الدعوات لإيجاد حل سياسي حتى من قبل بعض الصقور هنا وهناك.. ترافق كل ذلك مع تطورات دراماتيكية على صعيد الدول المجاورة لسورية:

ففي الأردن حيث يسود الاعتقاد أن الملك قد حسم أمره، ورضخ للضغوط والإغراءات الأمريكية، وقرر فتح أراضي الأردن لمعسكرات التدريب للإرهابيين السوريين على يد خبراء عسكريين أمريكان، كما أنه وافق على فتح ممرات جوية للطيران الإسرائيلي للتحليق فوق الأراضي السورية، الأمر الذي أدى إلى حدوث عاصفة سياسية قوية مناهضة لهذه السياسة من قبل الأحزاب القومية واليسارية، ومنها الحزب الشيوعي الأردني ورجال العشائر، وقامت مظاهرات قوية أعلن بعضها ليس استنكار هذه السياسة فقط، بل الاستعداد للقتال إلى جانب سورية.

– وفي لبنان الذي ترتبط حتى تفاصيل حياته السياسية بالوضع السوري، فقد بدأت التوترات الأمنية بالتزايد، خاصة في طرابلس وصيدا، حيث يحشد الإسلام السياسي المتطرف والمغرق في الرجعية، قواه للاشتراك في معركة القصير القادمة، التي ستحسم مسألة تسرب الإرهابيين من لبنان إلى سورية.

– أما في العراق فتحاول القوى المرتبطة بالمخطط الأمريكي الذي يهدف إلى تفتيت المنطقة، وعلى رأسها السعودية وقطر، توتير الأوضاع السياسية والأمنية، تمهيداً لإشعال أتون الاقتتال الطائفي والإثني، وجرّ العراق إلى مواقف معادية لسورية.

– منذ أكثر من شهر حدثت قضية قصف مدينة خان العسل بالسلاح الكيماوي، وطلبت سورية على الفور تشكيل لجنة دولية للتحقيق فيها. لكن الغرب التفّ على هذا الاقتراح، لقناعته بأن نتائج التحقيق لن تكون لصالح المجموعات المسلحة التي قامت بهذا العمل الشائن، وأيقن بعدم جدوى استعمال هذه القضية مبرراً للتدخل العسكري.

لكن نتيجة للعوامل التالية:

1- الضغط الذي تمارسه القوى الأشد تطرفاً في الولايات المتحدة وإسرائيل.

2- فشل الرجعية العربية والأوربية في إيجاد حل للمأزق العميق الذي تعيشه المعارضة المسلحة وتناقضاتها التي ليس لها حل.

3- ارتفاع نبرة الموقف الروسي، والانتقال إلى موقف هجومي سياسي.

4- صمود الجيش السوري وتماسكه، وتماسك الدولة السورية.

5- استحالة استصدار قرار من مجلس الأمن ضد سورية.

إن جميع هذه العوامل تضع الولايات المتحدة في مأزق حرج، فهي لم تعد تستطيع أن تنسحب من المعركة، كما أنها لا تستطيع أن تخوض هذه المعركة، ولا تستطيع أن تخذل حلفاءها، ولا تستطيع أن تماشي آراءهم المتطرفة، لذلك وجدت أن استعمال ورقة السلاح الكيماوي مرة أخرى بعد أن سحبتها سابقاً، قد يشكل مخرجاً لها من الموقف الحرج الذي يواجهها.. وإذا أخذنا بالحسبان أن الموقف الذي أعلنه الرئيس أوباما ذو منحيين، أولهما هو أن سورية اجتازت الخط الأحمر ولن تسكت الولايات المتحدة عن ذلك، والمنحى الآخر هو ضرورة أن يثبت التحقيق ذلك، يكون بهذا الموقف الملتبس قد أرضى المتشددين والأقل تشدداً بين حلفائه وأتباعه في الوقت نفسه.

 

ما هو تقديرنا للوضع؟

من شبه المؤكد أن لقاء بوتين- أوباما سيعقد في حزيران القادم، وسيكون الموضوع الرئيسي لمباحثاتهما هو المسألة السورية.. هل سينجح هذا اللقاء في الاتفاق على تفسير مشترك لوثيقة جنيف، بحيث يتحقق الحل السياسي الذي ينادي به العالم وتكون سورية أول المستفيدين من هذا الحل؟ أم أن اللقاء لن يحدث، ويتكتل المستفيدون بعضهم مع بعض لنسفه، فاسحين المجال أمام حل عسكري تقوده واشنطن خارج إطار الشرعية الدولية، أم يبقى الوضع معلقاً ومتروكاً للأطراف المحلية أن تحدد مسار المعركة؟

بالطبع لا يمكن الجزم بأي احتمال، ولكن من شبه المؤكد أن الولايات المتحدة لن تذهب إلى جنيف إلا بعد أن تكون قد أضعفت سورية إلى أقصى حد ممكن، وقلبت أو غيّرت ميزان القوى. لذلك نتوقع أن الطريق إلى جنيف سيكون محفوفاً بالمخاطر ومليئاً بالألغام. وعلى سبيل المثال، ستزداد أعمال التخريب المنظم في الداخل، والتفجيرات والاغتيالات، كما سيزداد توريد الأسلحة وتهريبها إلى الداخل السوري، وسيحاولون الاستيلاء على مناطق جديدة، وتوحيد المعارضة، وإضعاف الاقتصاد السوري إلى أقصى حد، وتشديد الحصار والعقوبات الاقتصادية.

فما هو الطريق الأسلم بالنسبة إلينا نحن السوريين للوصول إلى جنيف وتحقيق الحل السياسي العادل؟ إنه الطريق الذي يجعل سورية أكثر مناعة وقدرة على سلوك الطريق الموصل إلى جنيف بسلام، وهذا يعني:

1- الدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي.

2- تأكيد الحل السياسي والسلمي، وعلى وقف العنف.

3- الحرص الشديد على عقد الحوار الوطني الشامل وإنجاحه.

4- الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإغلاق ملف الاعتقالات الكيفية والتعذيب في السجون.

5- مواصلة الإصلاحات الديمقراطية بشكل جدي ومسؤول، والعمل على تغيير العقلية التي كانت سائدة في ظل المادة 8 من الدستور القديم.

6- المحافظة على المكتسبات الاجتماعية التي كانت سائدة منذ عقود، وأهمها الحفاظ على دعم أسعار سلع الاستهلاك الشعبي، وإصلاح القطاع العام وإنقاذ شركاته من الخسارة والتعثر، وعدم المسّ بالمكتسبات التي حصلت عليها الطبقة العاملة.

7- التصدي الحازم لتجار الأزمات، وإعادة الأسعار إلى مستواها الطبيعي، وإنقاذ الجماهير من نيران الأسعار الفلكية السائدة التي لا مبرر لها.

8- تسريع الجهود من أجل حل كارثة المهجّرين، وتجاوز العقبات البيروقراطية.

إن تحقيق هذه المطالب التي تشكل مفردات طريق التغيير السلمي الديمقراطي الذي يناضل حزبنا من أجله، هو الذي سيؤدي إلى تقوية موقفنا في جنيف وغيرها، ويمتن الجبهة الداخلية السورية، ويحمي الوطن من أي عدوان مباشر أو غير مباشر.

العدد 1105 - 01/5/2024