بيان من الحزب الشيوعي السوري (الموحد) بمناسبة الأول من أيار… عيد العمال العالمي: الطبقة العاملة السورية حليف حقيقي للتقدم

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

يا جماهير شعبنا العظيم!

في الأول من أيار عام 1886 طاف العمال الأمريكيون في شوارع المدن الأمريكية، وخاصة في مدينة شيكاغو، رافعين شعار (ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات راحة)، مطالبين بحقوقهم المشروعة، رغم تصدي الشرطة لهم، وهذا جعل مؤتمر العمال الفرنسيين المنعقد في بوردو عام 1888 يقرر الأول من أيار عيداً للطبقة العاملة الفرنسية.. وفي عام 1890 أقر مؤتمر العمال العالمي الأول من أيار يوماً للاحتفال بعيد العمال العالمي. وهكذا دخل الأول من أيار التاريخ من أوسع أبوابه، وأصبح للعمال عيداً سنوياً في شتى أصقاع الدنيا، يطالبون فيه بحقوقهم المشروعة، وبلقمة عيش كريمة، ومن أجل الحرية والديمقراطية للشعب.

وفي سبيل هذه الأهداف الكريمة، قدمت طبقتنا العاملة في سورية جلّ التضحيات الجسام، فتفانت في العمل، وبنت صروحاً تنموية شكلت الأساس للاقتصاد الوطني المستقل بقيادة الدولة والقطاع العام، الذي كان له الدور الحاسم في دعم السياسة الوطنية المعادية للإمبريالية والصهيونية، ومن أجل تحرير الأراضي السورية المحتلة، وكانت سباقة في تقديم الشهداء من أجل الحرية والسيادة الوطنية. ولعب الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية منذ تأسيسه دوراً وطنياً عبر تاريخه، ومطالباته المستمرة بحقوق العمال.

وفي هذه المناسبة العظيمة، لا يمكننا إلا أن نذكر مناسبة جليلة، ألا وهي يوم السادس من أيار عيد الشهداء، حينما علّق السفاح العثماني جمال باشا رقاب الأحرار من نخبة المثقفين والسياسيين على أعواد المشانق في دمشق وبيروت، وبفعلته الشنيعة استعرت جذوة النضال، وشقت صرخات الحرية جدران الاستعمار العثماني. وما هي إلا أشهر معدودات حتى أطيح به.. إلا أن مستعمراً جديداً فرنسياً كان يتربص بهذه الأرض وأهلها، لتتواصل قوافل الشهداء.. وها هي ذي قوافل الشهداء الآن تقدم قرباناً لطرد الإرهاب القادم من خلف الحدود، ومن كل أرجاء المعمورة، بدعم من الإمبريالية الغربية والصهيونية وقوى الرجعية العربية وأحفاد العثمانيين.

 وكان لطبقتنا العاملة وكما جميع فئات المجتمع نصيب في الدفاع عن الوطن وسيادته، خاصة بعد أن سعّرت القوى الإمبريالية، وخصوصاً الأمريكية والصهيونية وتوابعهما، العداء لسورية ومركزها المتقدم في محور المقاومة.. المهم الآن هو طرد الغزاة، وإيقاف العنف، والالتفاف على أسباب الأزمة التي أدت إلى الأوضاع الصعبة، والسلبيات التي لحقت بمؤسسات القطاع العام وشركاته، نتيجة السير بخطا متسارعة نحو اقتصاد السوق الحر، الذي عانت منه الطبقة العاملة، بعد الإفقار والتهميش لشرائح واسعة من المجتمع، واغتناء شرائح قليلة واستئثارها بالثروة، وتفشي البطالة، وارتفاع سقف الفساد، والحد من الدعم وارتفاع الأسعار.

ويؤسفنا ما نسمع عن محاولات لرفع الدعم عن المواد الأساسية لمعيشة الجماهير، بحجة إيصال الدعم إلى مستحقيه! وكأننا نسينا أسباب الأزمة التي تمر بها بلادنا.. إن مثل هذا الإجراء سيجرد الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين والفقراء عموماً من أهم مكتسباتهم، خاصة أنهم يعيشون ضائقة اقتصادية حادة، في ظل فلتان الأسعار، وجنون تجار الأزمات، من مهربين وفاسدين ومفسدين.

إن مواجهة التآمر والتدخل الخارجي يتم عبر الاعتماد على جماهير الشعب ودعمها، لا بالانتقاص من حقوقها.

– إن حزبنا الشيوعي السوري (الموحد) يحيي الطبقة العاملة في الأول من أيار، بوصفها حليفاً حقيقياً للتقدم، وموقفها إلى جانب جميع القوى السياسية الوطنية والديمقراطية والتقدمية ضد التدخل الخارجي، وحماية وحدة البلاد، وإلى جانب الحوار الوطني الشامل لوقف نزيف الدماء، وإعادة المهجرين قسراً وتلبية مطالبهم، وإعادة بناء القطاع العام والخاص المنتج الذي سرقه أو خربه الإرهابيون، وإعادة عجلة الإنتاج الوطني بكل مكوناته، وصولاً إلى وطن التعددية السياسية والعلمانية والعدالة الاجتماعية، والحريات الديمقراطية، والنظيف من الفساد والمفسدين.

عاشت الطبقة العاملة السورية.. عاش الأول من أيار..

لننحنِ إجلالاً وإكباراً لشهداء السادس من أيار، ولجميع شهداء الوطن.

دمشق 30/4/2013

الحزب الشيوعي السوري (الموحد)

العدد 1105 - 01/5/2024