لا للضعف.. كلنا أقوياء

أظهرت الكثير من الفتيات في دور الإيواء مقدرة على المواجهة لما يواجهن، وأظهرن تحدياً ملحوظاً  وإصراراً على الكفاح مهما طالت الأزمة واشتدّت، هن اللواتي هُجّرن وخسرن كل ما ملكنه،  لكنهن تعلّمن كيف يتحولن إلى مصدر للقوة يستمدّ منه الرجال الشجاعة ليستمروا بالحياة، وعملن على حياكة الحلم وهن يصنعن قوة من الضعف، يصنعن شيئاً جديداً يخلقنه من العدم..

فها هي ذي راما، الفتاة ذات الثلاثة والعشرين عاماً، التي واجهت الخوف بالتحدّي، وقابلت سطوة العادات والأهل بكل ما تملك من إرادة وخبرة اكتسبتها ممن حولها، فعملت بالصوف والأعمال اليدوية، ولم تكتف بذلك، بل علّمت النساء والشابات تلك الحرفة ليصنعن ورشة عمل متكاملة لكل سيدة دورها، وبدأن يتعلمن سرّ المهنة منها تلك المهنة التي ورثتها عن أجدادها، فلم تجلس في ركن الحزن تندب المصاب الذي آلمها بوفاة أخيها العريس، أو بخسارتها لمنزلها وكل ذكرياتها وماضيها، بل وقفت بوجه كل ما قد يضعفها وعملت لأجل المستقبل والحياة، زرعت املاً وأشعلت شموعاً لها ولغيرها من الفتيات اللواتي ساعدتهن في العثور على مهنة أو على الأقل على تلبية احتياجاتهن.

في هذه الدنيا لا يعيش سوى الأقوياء، وتلك القوة يمكن صناعتها والعمل على بثّ الطاقة فيها لتنتشر وتعدي الجميع، فهي أيضاً عدوى لكنها عدوى إيجابية.

العدد 1105 - 01/5/2024