الطريق إلى جنيف يبدأ من القصير..!

أيقظت معركة القصير الفرح في قلوب ملايين السوريين وأصدقاء الشعب السوري، عندما توقفت عقارب الساعة الثالثة صباح الخامس من حزيران، ونشر الخبر العاجل بحسم المعركة وإحلال الأمن والأمان في مدينة القصير. ويعدُّ انتصار الجيش السوري الباسل، الخطوة الأولى في الرحلة السياسية إلى جنيف،2 باعتبارها تشكل نصف الطريق، ويأتي إنجاز النصف الثاني بعد استكمال عمليات التطهير للجماعات المسلحة التكفيرية، لريف إدلب وحلب والقضاء على بؤر الإرهاب في سورية.

أسئلة كثيرة يطرحها الشارع السياسي السوري والإقليمي والدولي، منها: هل ينجح جنيف2 بعد وجود العوامل المساعدة لنجاحه؟

ومن أبرز هذه العوامل:

– سقوط الأكاذيب التي روّجها ساسة (بريطانيا وفرنسا)، حول الأسلحة الكيميائية وتزوير الحقائق.

– تبيّن جميع المؤشرات في السنتين الماضيتين، فشل أسلمة المنطقة العربية.

– التبدلات في سياسة الولايات المتحدة، رغم التصريحات النارية للإدارة الأمريكية بين حين وآخر.

– الحراك الجماهيري الكبير في المدن التركية، الذي يضم مختلف فئات المجتمع التركي وشرائحه وقواه السياسية.

– وضع (منظمة النصرة) في قائمة الإرهاب.

– ثبات الموقف الروسي وأصدقاء سورية، وبذل الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بعقد مؤتمر جنيف2.

– التأييد السياسي الواسع من القوى اليسارية ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي.. وأشكال التضامن من قوى سياسية دولية، ومن الجاليات السورية والعربية في بلاد المهجر.

وفي المقابل لا يزال هناك من يضع العراقيل في مشروع خطة السلام. ومن يعمل على وضع العصي في عجلات عربة الحل السياسي. فجامعة الدول العربية الشريك في التحالف الإقليمي ضد سورية، تضع الخطط غير الواقعية التي تخدم قادة هذا التحالف، وهي حلقة من حلقات التآمر على الشعب السوري. وقد ظهر الفشل على وجوه العربان في الاجتماع الأخير في القاهرة، الذي نتج عنه (ورقة سياسية) أقرتها اللجنة الخماسية، ورفعتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، تضم عشر نقاط. وقد أصبحت وراء التطورات السياسية في معظمها ومن مخلفات الماضي، منها مثلاً (سلطة تنفيذية كاملة، بما في ذلك سلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.. وفترة زمنية محددة للحكومة الانتقالية.. وقوات أمم متحدة لحفظ السلام في مناطق النزاع.. وغيرها).

وتأتي المعركة الحاسمة في القصير، قبل الاجتماع التحضيري الذي عقد في جنيف، تمهيداً لجنيف ،2 وقوّمه بعض (الاستراتيجيين السياسيين) ب(الاجتماع الفاشل). وهم بهذا التقويم المراوغ يلبّون رغبة الولايات المتحدة.. وتأتي هزيمة المعارضة المسلحة الإرهابية أيضاً، قبل عقد قمة الثمانية الكبار في 17 و18 حزيران، وقبل الخامس والعشرين من حزيران، موعد الاجتماع الثاني للثلاثي الأممي (روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة).

لقد أصبحت معركة القصير وانتصار الجيش العربي السوري، أحد العناوين البارزة في الصحافة الدولية وإحدى نقاط مراجعة المواقف المتسرّعة التي اتخذتها العديد من الدول. وغدت أحد البنود الهامة على جداول أعمال الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والإقليميين وإسرائيل.

وبيّنت الأزمة السورية وتطوراتها خلال عامين وشهرين، أن الإمبريالية العالمية والرجعية العربية والعثمانية الجديدة، فشلت في كسر إرادة الشعب السوري والجيش السوري الباسل. وأن الشعب السوري لن يكون أبداً الحاضن للمعارضات المسلحة والجماعات التكفيرية، الوهابية، الإرهابية، وأن الحل السياسي هو الذي يعيد الاستقرار والأمن إلى سورية.

العدد 1107 - 22/5/2024