«طالبان» في سورية.. وأوباما يعدُ بالدعم!

يشهد السوريون على أرضهم، وبمناسبة أزمتهم التي أخذت منحى غير مسبوق في التاريخ القديم والحديث، تجليات الإصرار الأمريكي على ضبط إيقاع السياسة والاقتصاد الدوليين على إيقاع الساعة الأمريكية، حتى إذا تطلّب ذلك البصق على جميع الوعود التي قطعها أوباما إبان انتخابه عبر خطابيه الموجهين للعالمين العربي والإسلامي، والعودة إلى سياسة العصا الغليظة أو التهديد باستخدامها.

المواطنون الأمريكيون قالوا كلمتهم في استطلاعات للرأي: لا للتدخل العسكري الأمريكي في سورية، ولجان متخصصة في مجلس النواب رفضت قرار الرئيس الأمريكي بدعم المعارضة المسلحة. وحذر كبار العسكريين الأمريكيين من خطورة استمرار تداعيات الأزمة السورية الإقليمية والعالمية.. فبقاء الشرق الأوسط على حافة الهاوية، لن يخدم في النهاية مصالح الولايات المتحدة، ويهدد استمرار تدفق الموارد النفطية والطبيعية الأخرى إلى شرايين الاقتصاد الأمريكي المهدد.

لكن متى كانت آراء الأمريكيين عاملاً حاسماً في صنع القرار، خاصة عندما يتعلق الأمر بإشعال الحروب، ومكاسب إطفائها؟!

لماذا جاء إعلان أوباما عن عزمه على دعم المعارضة المسلحة، رغم (تخوفه) من وصول هذا الدعم إلى (القاعديين) في سورية.. في الوقت ذاته الذي تعلن فيه (طالبان) عن وجودها في سورية لدعم جبهة النصرة؟ هل أراد الرئيس أوباما أن يعلن للجميع أن طالبان والقاعدة تحولتا إلى منظمات خيرية، وأن العدو الرئيس الآن ليس الإرهاب العالمي الذي يمثله القطب الأمريكي وشركاؤه، بل سورية وشعبها الذي يسعى إلى مستقبله الديمقراطي الحقيقي بعيداً عن إيقاع الساعة الأمريكية الصهيونية؟!

 

العدد 1105 - 01/5/2024