لكل حصان كبوة

كثيراً ما نواجه في حياتنا صعوبات كبيرة وعديدة، وأحياناً هزائم وكبوات، فكما لكل حصان كبوة، كذلك نحن أيضاً نتعرض لمثل هذه العقبات، لكن ليس المهم كيف وقعنا وأين، بل المهم كيف سنعاود النهوض من جديد وبقوّة..

قد نخسر  وتراودنا أفكار بأننا لن نستطيع تعويض ما خسرناه، لكن يجب أن نؤمن بأننا أقوى من الكبوة التي أوقعتنا لنقف من جديد مع مزيد من الأمل، ومع هذه الأزمة التي سلبتنا حياتنا سيكون الأمر أكثر صعوبة والتحدي أكبر أمامنا، فهل سنستطيع الوقوف من جديد؟ فإما أن نكون أو لا نكون، وقد نعثر بطريقنا على أشخاص وقعوا ولم يستطيعوا النهوض مرة أخرى، فنيأس ونصاب بخيبة الأمل، لكن هنالك نماذج رائعة في الحياة يمكن أن نتعلّم منها كيفية النهوض من جديد….

طارق صاحب منشأة صناعية حدّثنا عن تحديه للواقع ومعاودة نهوضه بقوة بدل الاستسلام والضعف الذي لم يكن يوماً في قاموس حياته، وكان اللقاء التالي معه:

* مالذي دفعك للدخول في مجال هذه الصناعة التي تتعلق بالمنظفات؟

** كان والدي في البدء يعمل في هذا المجال، وأحببت أن أكمل مسيرته بعد أن توفي، فأكملت دراستي ودخلت في فرع الكيمياء التطبيقية التي زادت من خبرتي في تصنيع المنظفات بجميع أنواعها.

* كلنا نعلم مدى تأثير الأزمة على الصناعيين، فما هو مدى تأثيرها على عملك؟

** لقد كان لها تأثير سيء جداً فكل ما بنيته لسنوات انهار كحال الكثيرين الذين خسروا منازلهم ومكاسبهم وممتلكاتهم، فقد خسرت منزلي ومعملي الخاص، بعد أن حققت شهرة كبيرة.

* كيف إذاً واجهت الواقع؟

** عندما قيّمت ما خسرت، منزلاً ومعملين وآلات، وجدت الخسارة كبيرة إلى درجة أني لن أستطيع تعويضها ، لكن الأمل هو الذي منعني من الوقوف مكتوف اليدين، فبدأت من جديد من الصفر، وخلال أشهر قليلة عدت للعمل والسوق، وقد كان لأصدقائي المقربين دور كبير في دعمي، فقد كانوا يحثونني على العمل ووقفوا إلى جانبي، فكان لهذا الدعم النفسي الأثر الأكبر لعودتي من جديد، فلولا الذين أحبوني أرادوا الخير لي لكان من الصعوبة تجاوز كل ما حدث ..

* هل من صعوبات لا تزال حتى الآن تعاني منها؟

** لا بد من وجود عقبات وصعوبات، مثل غلاء الأسعار، فالمواد الأولية تضاعفت خمس مرات مع تقنين الكهرباء وعرقلة الطرقات.

* ما الذي يمكنك أن تنصح به الشباب؟

** لا تجعلوا المعضلات التي تمرون بها تقف عائقاً أمام مستقبلكم، لتبدؤوا من جديد، لا من أجلكم فقط بل من أجل البلد أيضاً، كي تعود أجمل مما كانت، وهذا يتوقف علينا نحن الجيل الشاب.

العدد 1107 - 22/5/2024