الأمل والفقر

يعيش الفقر هذه الأيام مع الكثير من العائلات جزءاً منهم، والفقر له درجات ولكل نصيبه، ومن العائلات التي أعرفها عائلة تعاني من الفقر الشديد فيها أم لديها ثلاثة أطفال وتعمل طوال النهار بكل ما أوتيت من جهد، وقد غاب الأب لأسباب مجهولة، وهي تذهب من الصباح الباكر إلى محل صغير لتعمل به في تقشير التفاح والفواكه والبقوليات، وعندما ينتهي النهار تأخذ المال القليل لتصرف بعضه لشراء الطعام والدواء وبعضه تحتفظ به لتدفع إيجار المنزل آخر الشهر، ويوماً من الأيام أغلق المحل الذي كانت تعمل فيه، وضغطت عليهم الحياة بكل ما فيها من قوة وظلم، وذهب الأطفال ليبحثوا عن عمل مع أمهم لكن أحداً منهم لم يجد أي عمل ليساعدهم على الأقل في البقاء في المنزل دون أن يتشردوا في الشارع، وخاصة أن مالك البيت هددهم بالطرد منه إن لم يدفعوا الإيجار، وحبست الأم عن نفسها الطعام لأجل أولادها، لكن الطفل الأكبر لم يستطع مشاهدة أمه على هذه الصورة، فذهب إلى صاحب المحل وطلب منه أن يعود لفتح محله مرة أخرى، لكنه رفض للوهلة الأولى وقدم للطفل بعضاً من المال للإعانة، لكن الطفل لم يقبل وذهب راكضاً والدموع تملأ عينيه، فناداه رب العمل وقال له: سأفتح المحل من أجلكم! وهكذا عاد العمل قوياً كما كان وطوّروه معاً، وزادت الأرباح لأنهم أصروا على ضرورة العمل وأنه لا بديل لهم إلا العمل، وهذا المحل يجب أن يكبر لأجلهم جميعاً، وفعلاً كبر المحل وتطور إلى سوبر ماركت، وعملت الأم فيه بالمحاسبة، وعاد الأولاد إلى مدارسهم..

هذه هي الحياة يجب أن لا نيأس وأن نبحث دائماً عن حلول وأمل جديد في الحياة، فالفقر ليس عيباً، لكن علينا مواجهته بالعمل والأمل..

العدد 1107 - 22/5/2024