لا.. لن نخذلك سورية!

حزن كبير يعشش في قلوبنا ويسكن فينا لينخر بعظامنا، حتى يجعلنا نشعر بكراهية كبيرة لحياتنا الأليمة التي نعيشها، فننظر حولنا ونرى أناساً قد عمّت السعادة قلوبهم بما يملكون من أموال كثيرة وهواتف ثقيلة، وأولاداً أصبحت الهواتف المحمولة ألعاباً بين أيديهم، وننظر أيضاً في جهة أخرى لنرى أناساً قد عمّت الكآبة قلوبهم والألم والمأساة عنوان حياتهم، فهم يبحثون كيف يمكنهم تأمين لقمة طعام صغيرة قد تسدّ لهم جوعهم القاسي وقطرة ماء تروي ظمأهم، ومنهم من لا مأوى لهم إلا الرصيف أو الحديقة، ولا يعرفون ما الذي يواجهونه وكيف تتغير الأمور من حولهم، وهم خارج السرب في مأساة لا يشعر بها غيرهم.

لماذا هذه الآلام وهذه الجروح وهذه القسوة في قلوب الآخرين الذين لا يأبهون بتقديم مساعدة صغيرة بالنسبة لهم لكنها كبيرة جداً قد تنقذ إنساناً في سربنا المظلم الحزين؟!

لماذا ينظرون إلينا نظرة الاستحقار والتكبّر وكأننا نحن المذنبون؟ لماذا يتّسم الإنسان بصفات شنيعة لا يتحمّلها الحيوان المتوحش..؟!

إنه إنسان مثلك مثله وعليك أن تتحمل معه ما يحدث وتتعاون معه، فالحياة كروية متغيّرة يوما لك ويوم عليك، علينا أن نقف بعضنا مع البعض الآخر على أرجلنا، لنستطيع النهوض من جديد لأجل بلدنا سورية التي نحبها جميعاً، لننهي معاً صفحات الألم والأنانية وننفض الغبار عنّا وعن روحنا، علّنا نصنع مكانها الحب والفرح والسعادة.

 نعم، يا سورية، سنعيدك قوية جميلة بقوة وعزيمة أبنائك الذين يحبونك، لكن معاً، لأننا معاً أبناء سورية وكلنا نشرب من الكأس نفسها.

العدد 1107 - 22/5/2024