الوطن ينادي الجميع

يقف السوريون اليوم خلف المتراس لصد العدوان الأمريكي المبيّت على سورية، وكما في الماضي تلاقت الأحزاب الوطنية على اختلاف مرجعياتها الفكرية والسياسية للدفاع عن سورية وسيادتها وقرارها الوطني المستقل.

صمود الشعب السوري يتطلب، إضافة إلى الوقوف خلف جيشنا الوطني، والمساهمة في المقاومة الشعبية للعدوان، تأمين مستلزمات هذا الصمود على الصعيد الاقتصادي والتمويني، وتسهيل حصول المواطنين على غذائهم الأساسي ودوائهم وحليب أطفالهم، كما يتطلب وقف جميع الممارسات التي تعرقل إنجاز التعبئة الشعبية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا.

استغلال المواطن في هذا الظرف خط أحمر، ورفع الأسعار دون مبرر خط أحمر، واحتكار المواد الأساسية والغذائية والدواء، والتلاعب بأسعار القطع في السوق السوداء من الكبائر التي تساوي في تأثيرها المادي والنفسي مساعدة المعتدين الأمريكيين وحلفائهم، وهذا ما لا يغفره شعبنا.

الرقابة الحكومية، على أهميتها وضرورتها، لا تكفي هنا.. فالمسألة تتطلب تغليب الحس الوطني والانتماء الشعبي على أي مصلحة خاصة ضيقة، وبذل الجهود كي تبقى سورية دائماً مقبرة للغزاة.

مصانعنا يجب أن تعمل بطاقاتها الإنتاجية القصوى، وعلى مخابزنا أن تؤمن لمواطننا الصامد رغيف الخبز في مختلف أنحاء المدن والمناطق، أما عمالنا الذين قدموا في الماضي ويقدمون اليوم أمثلة رائعة في حب الوطن والشعب، فنقول لهم: لتكن يدكم هي العليا في وطننا.

إننا ندعو جميع الفعاليات الاقتصادية ممثلة بغرفها واتحاداتها، إلى حشد طاقاتها والوقوف، كما عهدناها دائماً، مع الشعب والجيش، والمساهمة بقسطها في تأمين مستلزمات صمود مواطنينا بأسعار مقبولة وعادلة.. فأمام المهمة الوطنية الكبرى تتراجع جميع الاعتبارات والحسابات الأخرى.

نحن واثقون بقدرة شعبنا على صد العدوان الأمريكي.. إن وقوف الجميع تحت علم سورية يعني الكثير لنا ولأعدائنا.

العدد 1105 - 01/5/2024