الحزب الشيوعي اللبناني ينعى محمد دكروب

بألم وأسى عميقين للخسارة بوفاته، ينعى الحزب الشيوعي اللبناني، الأديب الناقد والباحث البارز المناضل محمد دكروب، رئيس تحرير مجلة (الطريق). ويفتقد الحزب بوفاته عَلَماً من أعلام الثقافة والفكر، كما تفتقده الحياة الثقافية في لبنان والعالم العربي.

لقد أمضى دكروب سني عمره، منذ نعومة أظفاره حتى الرمق الأخير في حياته، مناضلاً نشيطاً، سلاحه القلم والكلمة. نشأ وسط عائلة شعبية كادحة في مدينة صور، وبدأ فتوته عاملاً سمكرياً وعامل مطبعة، وتميز بحب المطالعة والمعرفة وبذهن متقد. وتشكلت قناعته الفكرية من خلال ذلك، وبالعلاقة مع كتاب ومثقفين شيوعيين، وعمل بشكل خاص مع المفكر الشهيد الكبير حسين مروة، فانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي في أوائل الخمسينيات، منطلقاً في حياته النضالية من الترابط الوثيق بين الثقافة والسياسة، فكانت ثمرة التفاعل الثقافي والفكري مع الشهيد مروة، تلك الكتابات التي برزت في مجلتي (الثقافة الوطنية) ثم (الطريق)، إضافة إلى إسهامه في صحافة الحزب وصفحاتها الثقافية.

لقد شارك دكروب في نشاطات حزبه ملتزماً بمبادئ هذا الحزب، ومسترشداً بفكره ومنهجه الماركسي في رؤيته للواقع وحركته وفي العمل المثابر لتغييره، وبرز ذلك في الكثير من كتبه النقدية ومقالاته التي واكبت الحياة الثقافية العربية المعاصرة.

وكان كتابه عن (مرحلة نشوء الحزب الشيوعي اللبناني 1924-1930)، بعنوان (جذور السنديانة الحمراء) من أهم أعماله التي استدعت تنقيباً وجهداً كبيراً، وتميز بأسلوبه الشخصي المبدع. هذا الكتاب الذي أضاء على تلك الحقبة التأسيسية من تاريخ الحزب، والذي يجمع بين الأمانة للوقائع والوثائق، وتقديمها بصيغة تنبض بالحياة.

لقد نسج محمد دكروب علاقات شخصية مع كثيرين من أهل الثقافة في لبنان والعالم العربي، وحظي بتقدير واحترام كبيرين منهم.

الحزب الذي ساهم دكروب في تطوير عمله الفكري، سيبقى وفياً له وأميناً على إسهاماته ومعاهداً إياه على متابعة المسيرة من اجل التغيير الديمقراطي.

العدد 1105 - 01/5/2024